في بيت عرار
ذات أغسطس من عام البتراء وإربد والخمسين نزيلا
من شعراء العالم في جرش اليوبيل الفضّيّ، إلخ
نهضت بين السّبّابة والإبهام نقاط استفهام
طارت
بمجرّد أن نفخت في الضيف الشّاعر ريح غامضة
فإذا بأصابعه
تمتدّ كما الإعصار إلى أعلى ما يمكن
حيث النّجمة
عند الخيمة
تمشط شعر حفيدتها الغجريّة
تحت سماء من كريستال
حيث عرار وغوركي بين ملائكة وشياطين
يصلان سماءهما بالأرض
سلالم للغجر النّاجين من البلدوزر كاسحة الأنغام
إلى أعلى
تمتدّ يدا غوركي وعرار
حيث النّجمة
عند الخيمة
تمشط شعر حفيدتها الغجريّة
تحت سماء من كريستال
ذاك ضريح الشّاعر
تلك ملامحه في الحائط
ما أعلى يده
تمتدّ من الشّعراء، إلى الجمهور
وتدعو أعلاهم صمتا
كي يجلس حيث التّوتة، في قلب الإيوان، جوار القبر
ليقرأ شيئا من 'عشيّات وادي اليابس'
أمّا الأخضر في الموضوع
ونحن نقلّبه حجرا، حجرا
تاريخا، إنسانا ومواسم
فهو، بلا شكّ، الشّاعر ربّ البيت
يهزّ بجذع التوتة - كدت أقول بجذع النوتة- هذا اليوم
فتهمي موسيقى صفراء
وغير بعيد عنها
تسترخي امرأة قدّام مراياها
لا ترسم إلاّ الأخضر من أوراق العرعر والغجر النّاجين من البلدوزر
في حين استدعى الطّفل الشّيليّ لويس أرياس مواطنه بابلو نيرودا
كي يلجا بيت الأسرار معا
وعرار في مثواه
يعاين صورته في الحائط، مبتسما
ويتمتم: ذاك الشّاعر، يشبهني؟ لا يشبهني؟
ليذوب أخيرا في الجمهور
يصفّق للشّعراء
وقد نزلوا للتوّ عليه ضيوفا مسكونين بشيء ما
كم كان سخّيا
وهو يصفّق للشّعراء، يتامى خارطة لم توجد بعد
وكم كانت يده جذلى بسنابلها