يوسف الخطيب

1931 / الخليل

بطاقة معايدة إلى أبي الطيب المتنبي - Poem by يوسف الخطيب

عِيدٌ، حَلَلْتَ كما حَوَّلتَ ياعيدُ
فما وَحَقِّكَ تحت الشمسِ تجديدُ
أَما الأَحِبَّةُ ، فالأَسلاكُ دُونَهُمو
ودُونَ غَزَّةَ ، فُولاذٌ وبارودُ
والساقيانِ ، سُقاةٌ ، والطِّلى كَذِبٌ
لا أُنسَ فيها ، ولا هَمٌّ وتَسهيدُ
أَصخرةٌ أَنا ، مِن لَحمٍ وَ دَفْقِ دَمٍ ؟
و صَخرةُ القُدس' رَقَّت وَهْيَ جُلمودُ
يُرِيبُني الظَّنُّ ، إِمَّا جادَها غَدَقٌ
كأَن قَطْرَ دُموعِ ' السِّدرَةِ ' الجُودُ
طَغى الخُوَارُ بِها ، ' واللّهُ أَكْبرُها '
تَحَشْرَجتْ ، وَطَوى القرآن تَلمودُ
نحن التَفَعْنَا الدجى سُكنى ، وباتَ لنا
في آسِنِ العالَمِ السُّفليِّ تأبيدُ
حتى كأن خُيوطَ الشمسِ ، إِنْ عَرَضاً
مَرَّتْ على سَمْتِنا ، قالت لنا : حِيدوا
وأَين أَضحى بنا ' الأَضحى' وَفِديَتُهُ
سِماطُ شعبٍ ثخينِ الجرحِ ، ممدودُ
نَبكي ، وَ نَذبحُ مَن نَبكي ، و شافِعُنا
أَنَّا أَحِبَّةُ قَتلانـا المعاميدُ‍‍
' نَبِيَّ كِنْدَةَ '، فاهنأ أن قَضَيتَ رَدىً
فَغيرُكَ اليومَ ، يحيا وَ هْوَ مَوْؤُود
يا من تَغَرَّبتَ ، لا مُستعظِماً أَحداً
ما بِيدُ أَمسِكَ ، مما أَضحتِ البِيدُ ؟
ذاكَ الزمان الذي مِنهُ بكيتَ أسىً
عليهِ أَبكي ، و بعضُ الجرحِ تَضميد
إِن ضِقْتَ من عَجَمٍ تَطوي إلى عَرَبٍ
جُرْدَ القِفارِ ، و سَلْواكَ الأَناشيد
إلا أَنا ، راصِداً رَهْنَ الدجى حُلُماً
لكنني باقترافِ الحُلْمِ ، مَرصودُ
ما ' شِعْبُ بَوَّان ' من حَيْفا وكَرمِلِها
و التَّرجُمانُ ، سُليمانٌ ، وداوودُ
وما ' الفَتى العربيُّ ' الحُّر ، في وَطَنٍ
لَهُ الدَّوالي بِهِ .. إِلا العناقيدُ ؟
فاكْبَحْ جَوادَكَ ، ما الفُسطاطُ دانِيَةً
يـبـقى لِقَصْدِكَ بالشهباءِ مَقصودُ
تَحوَّلَتْ بُوصَلاتٌ عن مَرافِئِها
وَ مَكَّةُ الحُلْمِ أَمْسَتْ وَهْيَ ' مَدريدُ '
و اشهدْ بِرَبِّك هذا 'السِّلمَ ' تُوقِنُهُ
سُمَّاً ، وَ يَغشاهُ ' شُعَّارٌ ' كما الدُّودُ
يا مَن بُلِيتَ ' بِإِخشيدٍ ' بِمُفْرَدِهِ
ماذا أَقولُ وَ بَلوْايَ ' الأَخاشيدُ ' ؟
حُسَّادُ أَمسِكَ مَنْ تَدري ، وها قَدَري
هذي القرامِطَةُ ، العُجْمُ ، العرابيد
عَجِبتُ، إِن كان ' تَطبيعاً' صَغارُهُمو
فما الذي ، بَعدُ ، قد يَعنِيهِ ' تَهويدُ '؟
عاد المماليكُ ، إِلا مِن مُفارَقَةٍ
قُلوبُهم ، لا الوُجوهُ ، الكُلَّحُ السُّودُ
خمسينَ عاماً تَوَلَّوْنا بَطارِقةً
تُعزَى الأُمورُ إِليهم ، والمقاليدُ
حتى تَبَدَّوا عُراةً يومَ أَن زَعَمُوا
' أَنْ زَايَلَتْ وَجْهَ صُهيونَ التجاعيدُ
فَدَعْ لهم ، في فَمِ البُركان ، غَفْوَتَهُم
فإِنَّ رَبَّكَ ، قُلْ والشعبَ ، موجودُ
161 Total read