بَريئةٌ منكم فِلسطينُ التي تَذبـحُـونْ
و لَحْمُها باقٍ على أَنيابِكُمْ
يا أَ يُّها الـتُـجارُ، و الفُـجَّارُ، والآثِـمون
دَمُ الفدائيينَ في رِقابِكمْ
أَقولُها ، جَهْرَ الرياحِ ، وَ لْـيَـكُنْ ما يكونْ
سَرقـتُـمُ الثورةَ في جِرابِكمْ
أينَ اخْتـفَتْ يافا ، و بيسانُ، وأَينَ الكرمـلُ
والطَلْقةُ الأُولى ، و فَـتْحٌ ، والخطابُ الأَوَّلُ
وَ مَنْ قَضَوْا ، باسمِ فلسطينَ ، و مَن تَجَنْدَلُوا
أم قَد تَبَدَّلتْ رِياحكم ؟..إِذنْ ، تَـبَدَّلُوا!!
خُذوا حصادَ عُهْرِكُم إلى الجحيمِ، وارحلوا!!
بَريئةٌ منكم هِيَ القدسُ ، و أَقداسُها
يا أُمراءَ الثورةِ المُـنَـعَّمهْ
أَأَنتمو طُلاَّبُ أَقصاها ، و حُرَّاسُها
أَم الضِّباعُ حولَها مُلَمْلَمَهْ
مآذِنُ القدسِ ، و ما تَقَرَعُ أَجراسُها
تَلعنكُم أَكنافُها المُهَدَّمهْ!!
وَ أَنتمُ الباعَةُ ، و الشُّراةُ ، و البِضاعهْ
أَرخصتُمُ الأرضَ، و سِعرَ الجِراحْ
وَ خُـنـتُـمُ الثَّدْيَ الذي أَتْخَمَكُمْ رِضاعهْ
وَ بِـعتُمُ الشيطانَ طُهْرَ الكِفاحْ
أنتم ، مِن البَدء،ِ اختلستمُ هذه الأَمانهْ
مَرَّغتمُ الثورةَ في مُستنقعِ المهَانهْ
طَعَنْتمُ ' انتفاضتينِ ' خِنجرَ الخِيانهْ
والحُلْمُ ، صارَ الحُكْمَ.. واحترفتمُ الكَهانهْ
مَن تَخدعون، يا حُواةَ آخرِ الزَّمَنْ
يا قادةً، بِصِيغَةِ المَقُودِ والرَّسَنْ؟!
أم قد جَنَيتُم - يومَ أن بَخَستُمُ الثمن
أُكذوبةَ 'الدولةِ'… عن حقيقةِ 'الوطنْ'؟!
فيا شَياطينُ تَزَيَّني، وَجُودي
بدولةِ الوهمِ، لِزُمرةِ العبيدِ
ويا هلافيتُ - وليسَ مِن ثَريدِ!!
دولتكم هذي، بإمرةِ اليهودِ
أعزُّ منها.. ' جَبَلايةُ القُرودِ'!!
يا مَن تكالبتم على جوائز الحضارهْ
مَسَخْتُمُ الشعرَ على مَذابحِ الدَّعارَهْ
والوِزْرُ عندكم، غدا مُؤَهِّلَ الوِزراه!!
يا مَنْ تَبيعونَ الدماءَ ، خَمرةً مُدارَهْ
و الدينَ بِالدُنيا ، و حتى الربحَ بِالخسارهْ
تَبَّتْ أياديكُم، وبئسَ هذه التجارهْ !!
لكنني سَجَّلتُ لِلآتينَ أَسماءَكُمُ
أَقماعَ دَولةٍ ، مُسُوخَ غَفَلَهْ
فاتَّبعوا ، يا قادةَ البَلُّوطِ ، أَهواءَكُمْ
كُلٌ سَيَـلقى في الجحيمِ عَمَلَهْ
لا أَلعنُ 'النَّروِيجَ' ، بل أَلعنُ آباءَكُمْ
يا أَيـُّـها القتلى، مَعاً، والقَـتَلَهْ
فَلَن تموتَ شُعلةٌ مِن كَبِدي لَفُوحُها
أَنني القدسُ التي يَسكُنُني مَسيحُها
لأَنني شريدُها ، شهيدُها ، جَريحُها
فَهذه الصَّيحةُ في وُجوهِكُم أَصيحُها
بَريئةٌ مِنكم فِلسطينُ ، فَمَنْ تَخدعُونْ
سَيَقرَعُ الشعبُ على أبوابِكمْ
يا أَيها المُستَـثمِرونَ الموتَ ، والمُودِعُونْ
عَوائِدَ النكبةِ في حِسابِكمْ
إلى متى ، يا أُجَراءَ الوَحْلِ، تَستأجِرُونْ
زواحِفَ الشعرِ على أَعتابِكمْ
أُعلِنُها ، جَهْرَ الرياحِ ، وَ لْيَكُنْ ما يَكُونْ
بَريئةٌ منكم فلسطينُ التي تَذبحونْ !!
بَريئةٌ منكم فلسطينُ التي تَذبحونْ !!