يوسف الخال

1917-1987 / سوريا

هذه الأرض لي - Poem by

هذه الأرض لي وهذا الفضاءُ
ما تُرَاني ملكتُ ما لا أَشاءُ
ثروةٌ ، يا نعمّها ، كم تفادى
وقضى في ادّخارها الآباءُ
سمّروا كلَّ مطرحٍ بالضحايا
والضحايا على المدى أَحياءُ
وأَرادوهُ أَن يظلَّ ، فخاب
المحتوى دونه ، وخاب العفاءُ
وتحدّى مواكباً كفَّن النورَ
لواها ، وكلُّ فتحٍ لواءُ
هذه الأَرض لي ، لدى كلِّ ظلٍّ
في حماها خميلة وسماءُ
حفنة من ترابها كانت الدنيا
وكان الهدى ، وكان الضياءُ
ما لشرقٍ لولا شفاعة لبنانَ
خلاصٌ ولا لغربٍ فداءُ
حضن النور وحده وتبنَّى
من روت عن مجيئه الأَنبياءُ
هذه الأرض لي ، دَرَجْتُ عليها
وعليها سيدرُجُ الأَبناءُ
ما أَنا ، إِن هجرتها ، غير طيفٍ
أَنكرته ، في وصفه ، الأَسماءُ
وسؤالٍ ضاع الجواب عليه
مثلما ضاع في الدجى إِيماءُ
رُبَّ يومٍ بها ، على نكدِ العيش
نعيمٌ أَقلّ منه الرجاءُ
هذه الأَرضُ لي ، وكانت شراعاً
وستبقى ، فما لحقٍّ فناءُ
تردُ النورَ حيثما يُورَد النور
سخياً فتشرق الصحراءُ
وغداً ، شأْنها يعود ، فتُعطي
إنما الحرُ شأْنُه الإعطاءُ
فإذا كلُّ فكرةٍ قبسٌ منها
وكلُّ اختلاجةٍ إِيحاءُ
هذه الأرض لي ، ومن كان مثلي
هل له غيرها منىً ودعاءُ ؟
أَنا منها ، وطالما هي منّي
فلتكن ما أَشاءُ لا ما يُشاءُ
101 Total read