بلادي ضفار الخلودْ
ثراكِ ومهد الوجود
وقبر الردى
وسرٌّ براه الإله
فكان محطَّ رجاه
وكان هدى
ونعمى بوشْيِ الأَزلْ
يعود إليها الأمل
كرجع صدى ،
وكان حصون جبالْ
تموج ودنيا ظلال
وروض مدى
ونفحاً من الطيب فاحْ
وشهداً وهشَّ صباح
وهميَ ندى
بلادي رفات الجدودْ
وحيث يحلّ السجود
وبذل الفدا
وحيث تفلَّت نورْ
يجوب رحاب العصور
وما بُدِّدا
فكانت إلى الفتح صُوْرْ
تشقُّ عباب البحور
وكلَّ عِدى
تمدُّ يمين الحياةْ
ربيعاً إلى الكائنات
وتجلو الصدا
وكانت ربوع الشآم
يدَ المجد أَنَّى أَقام
وأَنَّى بدا
وكانت لنا في الخطوب
مكان يسلُّ الروب
غداً فغدا
بلادٌ هنيبال قادْ
بنيها يطوف الوهاد
لسحق العدى
فصبَّ كؤوس الزَّوالْ
بروما ، وهزَّ القتال
يداً ويدا
وكانت شطوط البحارْ
تفيض علينا النضار
بكفِّ الندى
فيأْوي الينا الفقيرْ
فيغنى ، ومن يستجير
ومن شُرّدا
ويطمع فينا الغريبْ
فيزحف زحفاً رهيب
بمن جَنّدا
بلادي ، ويومَ العربْ
مددتِ يمين العطبْ
إلى من عدا
تقودين إثر الفتوحْ
فتوحاً وتلك الجروح
أَبت تُضمدا
فمنك أَقلَّ الشراعْ
معاويةً للصراع
وما عُوِّدا
بلادي ، جبين الفخارْ
وظِلٌّ له أَين سار
وأَين غدا
وقِدْماً سفحتِ الدماءْ
إلى الناس منهل ماءْ
لدفع الصدى
فكنتِ شهيد الوفاءْ
يمدُّ إليك العداءْ
أَكُفَّ مُدى
غداً يستفيق الجَحودْ
علينا نهزُّ البنود
فلن يُنجَدا
فنغرسُ في كلِّ ناحْ
إِباءَةَ من يُستباح
ومن يُعتدى
وكلُّ مهبّ رياحْ
نداءٌ يسلُّ الكفاح
فلن يُغمدا
غداً في الملمّ العصيبْ
إِساءَة أَمسٍ تغيب
وتمضي سُدى
فنطعن كيد الزمانْ
ونمشي ، فلن نُستهان
ونُستعبدا
ويسري إلينا الضياءْ
أَبيّاً ويأْوي المساءْ
أَعفَّ يدا
غداً يستطيب البزوغْ
حِمانا ويحلو البلوغ
لنا موردا
ويندى جبين السماءْ
فيفتح كفَّ السخاءْ
بما زُوِّدا
فيخضرُّ فيكِ الذُّبولْ
ويُكسى تراب الحقول
وقد جُرِّدا
بلادي ، فليسَ المحالْ
لنا غيرَ بعضِ نَوالْ
وبعضِ جَدَا
يمينَك نطوي الغيومْ
ونبني مكان النجوم
لنا مُنتدى
ونلوي زنود الصّباحْ
جَناحاً يضمُّ الرياح
ويفني المدى
بلادي أحبُّ نداء
الينا ، وأَحلى غناءْ
وأَشهى حِدا
نفدّيكِ يوم الونى
ونبنيك فوق الدُّنى
منار هدى