تسائلني أَين لون الربيع
على وجنتيك ، وأَين الضُّحى
يجرِّر أَردانه الناعجات
عليك ويدفع عنك الدُّجى؟
وأَين اختيال الثرى ، يا حبيب
إِذا ما ضفرت عليه الخطى ؟
وعهدي بيومك أَغنى منىً
وأَطيب من نشوة المرتمى
على رَحِبٍ ، ناهدٍ ، مشرفٍ
تنوّر فاحمرَّ منه الذُّرى
فقلت لها : كان لي موعدٌ
مع الحب سمحٌ ، فريد النَّدى
أَضعت ، ويا حبذا لو أَضعت
جناحيَّ من أَجله والرؤى
فهيهات ، بعدُ ، أُحس الخفوق
وأَشعر بالدُّفءِ ملءَ الحشا
وأُمسي على خاطرٍ عبقريٍّ
من الغيب يعمر عند الغُدى
وهيهات ، بعدُ ، أَصوغ الحروف
على مفرق الشِّعر تاج عُلى
وأَستنزل الفكر للغانيات
المعاني وشاحاً عليَّ السَّدى
فقالت : أَلستُ أنا موعداً
يطيب لديك ؟ فقلت : بلى
ولكنه غير ما قد أَضعت
فإن شئت سيري معي أَو فلا
عسى نلتقيه ، ولو في الخيال
فنغنى معاً . فأَجابت : عسى