وحدي أَنا ههنا ، في مشرقٍ من الدّنى
سكبتُ للنور أَطياب الرضى مؤمنا
فبرعم التلّ ، والشاطئ ، والمنحنى
واتَّشحت نرجساً ، واتَّزرت سوسنا
وكان أَن أغدقت كفُّ الليالي جَدا
فتوَّجت مفرقي ، دون الورى ، سؤددا
وأَمرعت حيث أَسرى موطئي واغتدى
خيراً ، كأَن الهدى ، مذ كان ، بي أُوجدا
وربَّ عهدٍ مضى ، حبكت بُرد العلى
فمُدَّ من ساعد الخلود لي منولا
وافصح الغيب ، لما شئته ، وانجلى
وارتدَّ عن موكبي ، أفق المدى مجفلا
أَنا جناحٌ ومرمى ملعبي في الذُّرى
وحيثما حُطَّ بي أَجريته كوثرا
فاستبشرت موجةٌ ، واستضحكت لي ثرى
وقيل لولاي لم يدرِ الورى ما درى