في الشرايين الدماء
أشعلْ دمي في دربِ حيفا
مرّةً أو مرتينِ
وألفَ مرّهْ
أشعل دمي
فأنا على هذا الطريق
تشدّني تلكَ الديارُ
تشدّني في القلب جمرهْ
يممتُ شطركِ حاملاً هذا التوحُّدَ
بالشجرْ
ويداك تنتبهانِ
تضفرني يداكِ
وكنتُ من وجدٍ أشدُّ على الرمال
ألم قافيةَ السؤال
أمرِّر الأحلامَ
ترتعشُ الحكايةُ داخلَ الصدرِ
المسافر في مناقيرِ العصافيرِ
المطرْ
ورأيتُ وجهكِ في ملامح طفلةٍ
حطّتْ على قلبي طويلاً
أرسلتْ تفاحتينِ .. ودمعةً
وهوتْ على حدِّ الصورْ
/ يا هذه الرئة الشراعْ
من أسقط الشفةَ الذراعْ
…. تفاحتانِ على البلد
ويدي أصابعها صفدْ
قالتْ أحبكَ مرتينِ
ففتحتْ جلدي على أنفاسها
يسّاقط المطرُ المحملُ بالندى والذكريات
أنا لا أغني للفراشةِ والقمرْ
أنا لا أحبّ سوى يديكِ .. فحمليني
ضلعكِ المكسورَ في هذا السفرْ
كي أرتدي .. أو أفتدي
هذا الصباح يدقُّ أرصفةَ اللقاءْ
أبداً أشدّكِ في ثيابي
وألمّ وجهكِ في حضور الشمسِ
في سحقِ اغترابي
مهر الغزالة في الشرايين الدماءْ
ما بيننا
باقٍ .. ولكن بيننا
هذا السياجُ وعتمة الغرباء
فانطلقي
نبدِّد حلكةَ الليلِ … السوادَ
نردُّ غربانَ الظلامْ
مهر الطريقِ إليكِ أزهار الدماءْ
تتمددين الآنَ في رئتي
وفي صوتي
أمدّ إليكِ أرصفةَ الضياءْ
/ جسدي على جسدِ المخيمِ
نرتدي هذا الحنين
نشدّه حتى الضلوعْ
يا هذه الأرضُ التي نبضتْ على أكتاف جدّي
وروى عروق عروقها أجداد جدّي
مدّي ذراعكِ
في دمي جذر البدايةِ فلتمدّي
ما بيننا هذا التوحّد مطلقٌ
منذ البدايةِ مطلقٌ
حتى النهايةِ مطلقٌ
أبداً فمدّي
قالت أحبك مرتينِ
وكسّرتْ أنفاسها عند التردد في دمي
فتوهجت في القلبِ أجنحة الرجوعِ
رأيتُ وجهكِ في الضلوعِ
وكنتُ من عبقِ التشوّق أرتديكِ
أمرّ مأخوذاً
تنبهني يداكِ إلى يديك على الصليبِ
وخطوةُ الغرباءِ في البلدِ الحبيبِ
تردّني
مهر الغزالة في الشرايينِ الدماءْ
أشعلْ دمي
أشعلْ دمي
فدمي قناديل الطريقْ
لا شيء غير النار من أجل اللقاءْ