لا يمكن لأي كان أن يتكهن بما في القلوب
من حب يملئها
وكم من العذاب تقاسيه
يحب الواحد منا بكل ما أوتي من كمال
يصير ذلك المحبوب
الذي لا يفترق عن محبوبه مهما صار
بالنسبة للبعض هي معاناة
و توق الى المستحيل
و حده الله يعلم كم يتعذب
غصة ما في القلب
لا تفتأ و تفيض العيون بالدمع
لأجل من قاسى
اعترافاتي تهز كيان الجبال
و في كل مرة تحيى جراحي
فالحب غدا لي هواية
أنا ضحية لعنة ما
لست محظوظا
و صرت أتمنى الخلاص
حديقتي من فوق ربوة
ممرها مزدان بالورود
و أشجار من مشمش و رمان
حولها يحيط سياج متين
محمية و غاية في السكينة
و رحت لله كصقر مهيض
وحده كان غصن عقيم
ليس به ثمر و لا هم يحزنون
فجأة تصور لي في هيئة رجل حقير
كان بستاني كل ما تمنيته في الحياة
كل ما تهواها روحي من ورود
و أشجار بهيجة
و عرائش كروم قرمزية
وحبّات المشمش تتلالئ بين الظلال
و رياحين الورود المتعرشة
كم خضت في هذه الحياة
و في النهاية وجدتني
أعيش بين القطيع
كان لي بستان عجيب
به ثمار كثيرة
ليحفظ الله خياراته
به يحيط سور حصين
و بابه موصدة في وجه الغرباء
به حارس لا يغفو له جفن
أما الآن فأي وابل أصابه
و أي خسارة لحقت به
فلم يبقى سوى اثر بعد عين
لن اسامح كل من ثالبني
فالجراح في قلبي خفية
و أنا اليوم تائه ،ضائع
الحب كبّلني
فلا تلوموني على طيشي
أليس من الخطأ ينبلج الصواب
أردت السير في طريق قاسية
محفوفة بالمصائب
فإلى ما ينفع الندم إذن؟