أيتها الغابة التي أشعلها جسدي
اقتربي
تجاوزي ما لا يمكن تجاوزه
اهمسي حفيفك الدفين في فمي
في أذني
وفي مسامي جميعها
ارفعي غطاء عصيانك
وأَزهري
في القبة المثقبة لجسد متهاوٍ
أليس الشتاء قاسياً؟
وكذلك الزمن والثلج؟
المطر والعواصف؟
لكن ما أجملها وهي تمضي
لم أعرف للنسيان ساقين
مع ذلك يذهب ويجيء كحصان جموح
بانتظار أن تسقط الوردة البرونزية
من أعالي الغصون
فإن وقعت على ظهره، طار بها
أو بين قوائمه، رفسها
أيتها الغابة التي نورت في جسدي
لا تخافي
لقد خبأت روحي فيكِ
أو بين شقين قويين كالجيوش
(مع أن الجيوش لا تعرفنا ولا تبالي)
أغرقي رأسك فيّ
اخترقيني
ولنكن متجاورتين
متشابكتين كثنائية القلب
إِلمسيني
كما يلمس الإله الطين
فأنتفضَ بشراً
كيف الهرب يا حبيبتي
ونار قلبي تركض في الجهات كلها
في الكلام ، وفي الصمت؟
من أجل أن تولدي ملايين المرات
في العصور الأكثر غرابة
يا غابتي الشقراء
شُدّي جزعك إلى جزعي
أدخلي عظامكِ في نفق عظامي
ثم اسحبي ما تبقّى من جسدك
واعبري
.. حاذري أن تنسي أنك ذاهبة
لتصرخي
وترفضي
لا لتنحني
.... هذه الظهيرة كالإسمنت
ورماح الصقيع تبتر الأطراف
أرواح لها طعم الخبز
يقضمها الهواء
مليون امرأة عارية يغتسلن تحت المطر
ثم يستسلمن للطوفان
مليون امرأة هي أمك يا صغيرتي
تفك خيط الأفق
ليصير الموت مؤقتاً كالنوم
.... هكذا
عندما يقفل الزمن بابه على الجميع
أدخلُ قاطرة الموت برضى
أمسك خيط الغياب وأجذبه
فتأتي ذاتي الخيالية
ذاتي التي ولدت من رحم المرايا
بكلامها الغامض المريع
لكن الأجساد الخائفة تُفرِزُ ما ينجِبُها
وها هو باب السلام يفتح
بين الجنة والأرض
الحياة وحدها تأخذنا
وتعيدنا
لقد / بطل الموت