المراة الملولة.. هي أنا
والبحيرة ذات الأمواج العالية
والريح
الريح هي أنا
أيتها الريح من أنت؟
يا من تنشر غضبها كالغبار بين الحوافر
وتنثر ذكرياتها بجنون
من أنت؟
يا من تبحثين عن اسمي وجراحي
وجنوني
إذهبي بعيداً
واحْرِقيْ أفراح العالم وقشوره
فأحزاني عصافير ملتهبة
تحمل شرارات القلب
إلى السماء السوداء
لأن الحزنَ مشاع
والفرحَ مشاع
اخترت الجواد الأول
لأجوب العالم كما يحلو لي
تارة أسقط مع أوراق الخريف
وتارة أهيم كالبرق
في أعالي الشتاء
السفينة تطير خلف أحزانها
من شاطئ إلى شاطئ
من مدينة إلى مدينة
ثم تعود منهكةٌ إلى البحر
كما يعود الطائر إلى عشه
البحر يتأرجح على أفراسه
والأصوات الخفية
بيارق الثورات الملتهبة
تتنافر الأصوات الزرقاء
في أعماق البحر
وتلتحم
تستعرض الأسف والانتحار
وغرقى البحر
وتعدو القوة الخارقة إلى الوراء
تاركة الوسام للوحل
حواسي طيور تُنشِدُ حُرّيتها
وجسدي ملك لِقبوري
ثمة قبور كثيرة تنتظر جسدي
والفضاء نفسه قبر للورود وللفراشات
أين الجسور التي تصلنا بالله؟
بحثت عنها في مناخ الجسد
فهويت
ومات قلبي رعباً
أطلق رصاصك أيها العالم
أطلقه
أطلقه على جثتي
على أفكاري
أطلقه حيث تشاء
بالصراخ العميق أعلن وحدتي
بالصراخ العميق أقول ما عذبني
وأهجر من واساني
.. سلام على الأطفال اليتامى
لقد امتزجت وجوههم بالوحل والدمع
وفي عيونهم سطعت شمسُ الفاجعة
سلام على الأطفال المشرّدين في الليل
في البراري الموحشة
يمهرون الحجارة بدمائهم
كشارة للرجوع
أو للضياع الأبدي
سلام على الأطفال اليتامى
يُخَبّئون أحزانهم بين العشب
ويموتون