نعيش فصل الحب
كالحشائش
نبحث عن أرض صغيرة
وعن حلم صغير
وحين يأتي المساء
ننهض كالضباب فوق الأعشاب
نبحث عن أشعارنا
وعن دموعنا الذابلة
إطْوِني كما تَطوي أوراق الشِّعر
كما تطوي الفراشات ذكرياتها
من أجل سفر طويل
وارحلْ إلى قمم البحار
حيث يكون الحُبُّ والبكاءُ مُقَدَّسَين
أبداًَ نحمل فوانيس الندم
نبحث عن ذاكرة الطفولة
لسنا الجسد
ولسنا الجريمة المحمولة
ولا الرُّوحَ الإلهية
حيث تتعرى الأحلام
ويستعر حوار الدم
ارسم وجهي
وأرسو
... الليل نشيدٌ شجيٌ
وليلة المحبين غابة مسحورة
لنشهد لليل الصمت
وليكن ذلك عربون الجنون
لتكن أبواب الانفلات واسعة
واسعة أبواب الهرب
فالزمان ضيق
وأضيق منه جسد المحبين
.. أنطوي فوق جروحي
لأفكر برائحة البحر والغابات
برائحة الحزن والمطر
بالرائحة المنسية فوق الجلد
وأترك كلماتي ترحل
خارج الروح
حاملة سهامها الأخيرة
من أجل مجد الحب
... الحلم يرتعش في طيات القلب
فأية وداعة تنهبني
حين أعبرك من الممرات الخلفية؟
أي طائر سيغرد أنشودته؟
النهار غريب
في مرافئ العاصفة
والبحر يهدر
في سفن المساء
لكنني أرسو بجناح النسيان
خشبة تحمل عروقاً
تلتهب
ثم أرجعك إلى صيحتي
وأتعفن في انتظارك
كان النهار يحوم حولنا
كما يحوم الطائر
ساعة الاحتضار
ويفرش جناحيه الثلجيين
كما ينشر البركان رماده الملتهب
بين النجوم
كنا نسرع تحت المطر
نسرع ولا شمس لنا
ننشر تحتها أجسامنا الرطبة
لا شمس لهذه البنفسجات
ذات الأعناق الملوية
بأقدامنا المنهكة
كشفنا الصقيع عن وجوه الموتى
حين كان الليل يحمل بيارق الزهو
وتمر أجراس الكآبة
مع المساء
حين تفتح المرارات عيون القرى
كفوهات مليئة بالدم
أنحني لصخب المياه الخفية
وأرفض عبودية الدمع
وعبودية النار
لا شيء غير الجمر
كُلُّ أحِبّائي فيه
أو راحلون إليه