بعد أن لَسَعَني الزمن
لَسَعَتني الريح
لَسَعَت قلبي الممزق من الحب
الحب الذي يمنحني عرشاً في الظلن
ظلك
وفي الزمن الحار
الزمن الآتي من قلبك
كل شيء يحلو
التشرُّدُ والنومُ على أسِرّةٍ مهترئة
ملتفّينِ كأغصان الشجر
عاريينِ ووحيدينِ
ولا أمل لنا بالنجاة
والقمر شاهدي ومُحرّضي
ما أغرب أن يناديني رجل خفي
يهمس من بعيد فيدوي صوته في أعماقي
أمِنَ الخوفش في الحروب
ودموع امراة مهجورة
يتكون ذلك النهر العظيم
الذي يقال له الحياة؟
عندما يُثقل الهَمُّ قلبي
وأسير في طرقات الوطن
أشعر كأنني أعبره من المجاري
إتجهت صوب الريح التي تشبه المنجل
وتضرعت إليها ألا تقطع أوصالي
ريثما أنقضُّ على الحياة من شاهق
وأظل أغوص فيها
حتى أعود إلى رحمها
ولكن الريح سخرت مني
أخذت تخطفني شِلواً تلو الآخر
ثم جاءت ريح أخرى
أخذتني بلا عناء
لم تكن تحمل إلا ثوباً عتيقاً
له وجه
وأطراف
وفوق قمم الثلج
رفعت الريح راية الملك الغائب