'تبدو في ضوء القمر فتاة رائعة الجمال'
شهرزاد: غابة الضوءِ خلفنا غابةُ الماء والشجرْ
وعلى شاطئ الرمال
أنت ظلٌّ من الظلال
أيها الزائر الذي جاء يستنطقُ القمر
يتقرّى طيوفنا يسأل الصمتَ عن خبرْ
هل تشفّيتَ بالصدى وتبلّغتَ بالأثرْ؟
الشاعر: أنتِ يا موجةَ عطرٍ غامضٍ
طَلَعَتْ من كُوّةِ الليلِ عَلَيّا
مَرّ أترابُكِ.. عَمّا لحظةٍ
وتوارينَ نشيداً عبقريا
ساحراتُ الشطِّ.. ما زلتُ على
شفةٍ لمياء كأساً وحُمَيَّا
شهرزاد: لستُ مِنهُنَّ.. صورةً
كُنّ من عابرِ الصُّورْ
إقتربْ.. هذه يدي
أنا منكمْ.. من البشرْ
لي على الشطِ دارَةٌ
للحكاياتِ والسّمَرْ
إقتربْ
الشاعر: 'لنفسه' يا لَفِتْنةٍ
تملكُ السمعَ والبصرْ
شهرزادُ التي
شهرزاد: نعمْ.. شهرزادُ التي تنامْ
في أراجيحَ من غمامْ
في دمِ الشرقِ مخدعي
في أساطيره أنامْ
في ثَنِيّاتِ قِصَّةٍ
عُمرُها ألفُ ألفِ عامْ
الشاعر: حُلْمٌ أنتِ
شهرزاد: بل صِباً وشبابٌ مٌجسّدٌ
بيننا موعدٌ على
شُرفةِ الليلِ
الشاعر: موعد؟
شهرزاد: أخضرٌ في رحابه
كلُّ شيء يجدَّدُ
فجأة.. تنفُضُ العصورُ
رَدَاها.. وتولدُ
هاكَ يا شاعري يدي
أيّ دنيا سنَشهَدُ
عبق الأمسِ دربُنا وعلى كفنا الغَدُ
'تأخذ بيد الشاعر وتنطلق رشيقةً كالنسمة،
لينةً كالحرير
الشاعر: أين تمضين؟
شهرزاد: أناةَ.. هذه
سُجُفُ الغيبِ تهاوى في يَديّا
نسجونا من رُؤاهُمْ.. أَيّهُمْ
تتمنّى أن ترى
الشاعر: لم أرَ شيئاً
من تُريدينَ؟
شهرزاد: سُؤالٌ عَجَبٌ
همسةٌ من إصبعي تُدني القَصِيّا
تصهرُ الأبعادَ، تجلو عالماً
لم يزل مفتاحُهُ الغالي لديّا
'تشير بيدها ناحية الصحراء'
القناديلُ التي عاشتْ هُنا
إرثُنا الماضي يعودُ الآن حيّا
إرثُنا .. أيّ سِراجٍ غابرٍ
أُشْعِلُ الساعةَ.. أدعوهُ إليا؟
أنا كلُّ الرّغباتِ .. اتّقدَتْ
فيكَ خُلْماً يَسَعُ الليلَ شَهيّا
أيقظِ الأجدادَ من غُربتهمْ
حلَّ بالأُغرودَةِ اللغزَ العصيّا
شاعِرٌ أنتَ
الشاعر: 'كمن يستيقظ فجأة من حلم عميق'
وفي هذا المدى
غَزَلتْني الريحُ شعراً عربيا
لَمّني 'الأزْدِيُّ'* في أوتاره
شدّني بالبيد.. لحناً أبديا
ليتني ألقاهُ .. يا ساحرتي
شهرزاد: خطوة أخرى
ودُقَّ البابَ .. هَيّا