يا مهبط الأحرار .. زان جباههم لقبُ العصاةِ
يا قلعةَ المتمردين .. على العصور البالياتِ
يا منزل الصم ، الصلاب ، من الصخور المؤمنات
يا معقل الصمت الأبي ، يهد أعصاب الطغاةِ
يا سجنُ .. يا دار العقيدة تستخفُ بكل عاتِ
هيهات .. يهدأ فوق رأس البغي زأرُ العاصفاتِ
هيهات .. تنطفئ الحياة ، ونحن أنفاس الحياةِ
هيهات! .. إن الفجر - ولتهزأ بنا الظلماتُ - آتِ
قل 'للرقيب*' ، وقد تقنّع وجه سادته العتاةِ
ومضى يوزع في الرواق شتائماً .. متلاحقاتِ
ويدقه بحذائه دقاً يهز النافذاتِ
مهلاً أبا السطَوات .. بعضَ الكبر ، وأذن بالتفاتِ
بعضَ العبوس .. فلستَ إلا من أقاربنا العُفاةِ
من هذه الفِلذ الطحينة بين أشداق البغاةِ
من شعبنا المتمزق ، المسحوق تحت النائباتِ
بعضَ التجهم ، يا رقيب ، لتفهمنّ غداً شكاتي
نحن الطريق .. ولو وعَيت - إذاً لكنت مع المشاةِ
نحن الطريق .. ولو نأت ، وتراكمت بالأضحياتِ
هذا ثرانا يا رقيب ، ومنبت الصيدِ ، الأباةِ
هذي ملاعبنا .. تتيه بما تضم من الرفاتِ
بأريجنا ، بدم الضحايا ، ما تزال معطّراتِ
إنا لنهواها .. ونعرفها مَواتاً ، في مَواتِ
إنا سنبعثها .. مسا - رجَ للهداية ، والهداةِ
إكليل غار للحياة على جبين الكائناتِ
إنا سنبعثها .. ملاحمَ للبطولة .. خالداتِ
تاريخي العربي في صدري ي يَدُقّ ، وفي لهاتي
أنا لستُ زفرةَ شاعرٍ أنا لستُ ثورةَ أغنياتِ
نحن الطريق .. وألفَ أهلاً بالخطوب الحالكات