سليمان العيسى

1921-2013 / سوريا

مع المحقق - Poem

من أنت؟ .. دحرجه 'المحقق'، عَبْرَ همهمةٍ ، سؤالا
وعلى 'مكدّسة' من الأو- راق بين يديه .. مالا
وحسبته .. لم يُلقِ لي 'ولصرتي' البيضاء بالا
ووقفتُ .. ناحيةَ الجدار .. ألوح من تعبي خيالا
من أنت ؟ .. ما العمل الكريم ؟ وغاص في الورق انشغالا
وبلفظتين أجبتُ .. لم يترك لثالثة .. مجالا
أنا شاعر ، ومدرّسٌ يُرضي البلاغةَ حيث صالا
وقريع كأس في المسا وقصيدةٍ .. وكفى جلالا
أما الوِهاد .. فانها أدنى - لمن يهوى - منالا
وأشاح عني لم يتح لي أن أسوق له مثالا
ولمحتُ .. خلف عبوسه شيئاً يهمُّ بأن يُقالا
وإذا المراد : عقيدتي ! يا للضحى .. نسَخَ الظلالا
خذها إذاً .. أرجوعةً سحراً ، على وتري ، حلالا
أنا للعروبة .. مذ رأيت النور .. كنتُ ولن أزالا
أنا للحياة .. لأمتي رَشَداً تراني .. أم ضلالا
أفَيُجرم الوردُ النضير .. إذا اكتسى الوردُ الجمالا ؟
أيُدان بالألَق الصباحُ إذا تموّج .. أو تَلالا ؟
أنا وحدةٌ .. يا سيدي عربية .. تأبى انفصالا
في الشوك عشناها وفوق الصخر ، أعواماً طوالا
وعلى الحصير .. حصير آبائي .. تلقنتُ النضالا
بغداد .. في صدري كتونس خفقةٌ حرّى .. تَوالى
كالشام .. يقطر في 'الجنوب*' دمي .. وقد خضَبَ 'الشمالا*'
أنا شهقة المتضورين طوىً .. وأناتُ الثّكالى
ودموع قومي الضائعين .. على الدروب غدوا عيالا
ما كنتُ إلا زفرةً تُستَلّ من وطني استلالا
ما كنتُ إلا صيحةً للثأر .. تشتعل اشتعالا
أعرفتَ من أنا ؟ .. واقفاً أبدو بزاويتي خيالا
97 Total read