وَلمَّنِي مِنْ زَفرتي سُكونْ
على يديهِ نَامتِ السماءْ
كأنَّما نُجومُها عيونْ
تُملي عَلَيَّ الشعْرَ والغِنَاءْ
تَهْبِطُ من ذَوائبِ الشجرْ
على طريقي الأخضرِ البليلْ
مَواكبُ الماضي.. كما انهمَرْ
طَلٌّ على أجْنحةِ النخيلْ
أَمْشي، وتَمْشي حوليَ الظلالْ
كأنها أذْرِعةٌ تَمورْ
في شَفَتَيْها أبداً سُؤالْ
تذُوبُ في لَهفتهِ العصورْ
الليلُ والأجدادُ يَرقُدانْ
في خيمةٍ واحدةٍ.. هُنا
بخُطوةٍ.. أختَصر الزمان
بهمسةٍ.. تستيقظُ الدُّنى
لي هذه السّماءُ والنجومْ
لي هذهِ المياهُ والشجَرْ
لي أزلٌ يُغْنِي بلا تُخومْ
لي أبَدٌ يَهُزُّهُ السَّحَرْ
وسِنْدَبَادي.. هائمٌ طريدْ
تُثْخِنُهُ أنّى مضَى الجِراحْ
يقاتلُ الليلَ الذي يُريدُ
في أرضنا أنْ يَذْبَحَ الصباح
يا ليلُ ، يا أضواءُ، يا خليجْ
يا غابةَ السَّوادِ، يا سَعَفْ
الضَمتُ في جواني ضجيجْ
من زَفَراتي عَبَّ واغتَرفْ
طَوّفْتُ في الدنيا فما رأيتْ
يا وَطَني.. أجملَ من ثَراكْ
أكرمَ من كَفَّيْكَ ما رأَيتْ
أروعَ من شمسِكَ، من سماكْ
يا وطن البُؤْسِ الذي ينامْ
على أساطيرَ منَ التَّرَفْ
على بِحارِ ذَهَبٍ نَنامْ
يا وطني.. ونَمضَغُ السَّعَف
كيفَ يثورُ الموتُ.. يا قُبورْ؟
وكيفَ، كيفَ تُولَدُ الحياةْ؟
كانَ غِنائي قصةَ النشُورْ
وكنتُ في مِحْرابه صَلاةْ
كانَ غنائي
أَسْدِلِ الستارْ
وأَوْصِدِ الشُبَّاكَ.. يا قمرْ
غداً غداً.. نُجدِدُ الحِوَارْ
نعانِقُ الهجيرَ والسَّفَرْ
أريدُ أن أُسْلِمَ للرُّقادْ
يا ليلُ أجفاني.. بلا أَرَقْ
آليتُ من مَواكبِ الحِدادْ
أصنعُ وحدي عُرُسَ الشَّفَقْ