دُنْيا تَتنفّسُ عن عَبَقِ
عن صَمْتِ يصدَحُ، عن ألقِ
لا تَقطَعْ أُغنيةَ الجِسْرِ
وَلْتَنْسَ رُؤاك
أُتركْ للغَيمةِ ... للنَّهْرِ
أُتْرُكْ لإلهاتِ الشِعرِ
وتَرَ القيثارْ
دَعْهُنَّ ، وما يحلو للشطِّ وما يختارْ
يُنشِدْنَ، يُهَيِّئنَ الاكوابْ
وَادْعُ الأصحابْ
أُدْعُ الأصحابْ
لِلخَمرِ اليومُ
تقولُ الليلُ
ولِلسُّكْرِ
الشطُ الحالمُ أسطورَةْ
الشطُ قصائدُ مَسحُورَة
ما زَالت في شَفةِ الزمَنِ
التخلةُ ميلادُ الزمَنِ
من هذا الغابْ
والأرضُ يَبابْ
منْ هذا الغابِ السابحِ في صدرِ
الأُفقِ
والماءُ حكاياتُ العِطْرِ المسفوح
حكاياتُ الألق
من تُرْبَتِنا بَدأ الفجْرُ
وتَنَفّسَ في الأرضِ الشعرُ
مِنّا ولِدا
ناراً ونَدَى
الشطُ مَرايا الأبديّةْ
والنخلُ ضفائرُ جنيّةْ
هَرَبتْ من قَلْبِ الصحراءِ
وانداحَ ربيعٌ في الماءِ
الشطُّ سَوَاقٍ من نورِ
تتغلغلُ .. لا أدري أينا؟
تتلاقَى.. لا يدري أحدٌ
لا يَعْرِفُ جِنّيٌّ أينا؟
ما لِلْمَجهولِ الحُلْوِ .. ولي؟
سأضيعُ على زَنْدِ الأَزَلِ
وكمخمورِ
بنشيدٍ مجنونِ النبرة
ألقيتُ على هُدْبِ البَصرة
ألقيتُ رَحيلي وعَذَابي
يا ليلُ.. عَطاشَى أكوابي
يا ليلُ! وَيغْمُرني الألَقُ
وينامُ بعَيْنَيَّ الأُفُقُ