شهرزاد
'تظهر فجأة أمام الشاعر وهي تضحك'
كان الحديثُ مُضيئاً
كنتُ أسمعُهُ
الشاعر: وأينَ كنتِ؟
شهرزاد: على أرجوعةِ القصبِ
تموّجتْ في شِعابِ النّخْلِ أُغنيةٌ
فغِبْتُ فيها
الشاعر: خُذيني
شهرزاد: 'في جد'
لستَ للهرب
مسمّرٌ أنتَ في الصحراء، متّحِد
بالأرضِ، ممتزجٌ بالكأسِ والعِنَبِ
بالحزنِ يحمل تاريخاً برُمّتهِ
في منكبيهِ.. وحلماً في جفونِ نبي
مُعَذّبٌ أنتَ
مصلوبٌ على حُلُمٍ
الشاعر: أنا الذي اخترتُ
شهرزاد: واصِلْ رحلةَ السَّغَبِ
لا تنشدِ الظلّ، لا تحلمْ بِزَنبقةٍ
على الطريقِ
تَشرّدْ وحدكَ.. اغتربِ
إقبضْ على الريحِ واسقِ الظامئينَ بها
وأطعمِ الجوعَ والجوعى دم الحِقَبِ
دمَ الظلامِ عميقَ الموتِ تَجلدهُ
ولا حراكَ
تمزّقْ وحدكَ
اغتربِ
لا.. لستَ للهربِ
لا.. لستَ يا شاعِرَ الأصفادِ للهربِ
الشاعر: 'في شبه توسل'
ياروعة الليل، يا أسرار فتنتهِ
ويا أساطيرهُ النشوى ورياه
على جمالِكِ فتّحنا محاجرنا
ومن حكاياتكِ السُّمْرِ ارتشفناهُ
كبِرتُ يا حُلوةَ العينينِ في رَهَقي
كَبِرتُ في حملِ تابوتي وموتاهُ
في صدركِ الحبُّ مِلءُ الليلِ نِعمَتُهُ
وفي ذراعيكِ يَنْسَى الشعرُ بلواهُ
أقاتِلُ الدربَ كي تَخْضَرّ نرجِسةٌ
على جناحيكِ.. يا أحلى عطاياهُ
أليس للمُجْهَدِ المكدودِ زاويةٌ
على بساطكِ.. والدنيا زواياهُ؟
أنت التي نسجتْ لليلِ أجنحةٌ
وأعطتِ الجسدَ الجوعانَ معناهُ
وبَرْعَمَ الشعرُ في نهدَيْكِ أُغنيةً
يقالُ: عَتَّقَها في عُودِهِ الله
وتُشرقينَ على صحْرائِه غزلاً
حلواً فتغرقُ في عينيكِ صحراهُ
خُذي حِوَاري
خُذي صَمْتي
خُذي سَفَري
شهرزاد: 'تأخذ بيده مرة أخرى
هيهاتَ
هَيّا.. نُتَمِّمْ ما بَدَأْناه