أنا منذ ما أنا بانتظار لا أطمئن إلى قرار
أصغي مع الظلمات مرتقباً تباشير النهار
والليل يعرف والنهار ويصدفان عن الجهار
فكأنما حولي قفارٌ غائبات في قفار
إذا بانتظار لقاء وجه دقّ عن جهد اذّكاري
فإذا يكر غنا الهزارِ أحسه بغنا الهزار
أو تخطر النسمات أحسبه على النسم الجواري
في اللون ألمحه وألمحه على الأفق المنار
والظن يطلعه من اللمعات في مقل الدراري
أرنو إليه كأنني وكأنما هو في جواري
متوهماً في الدن من أنفاسه نفس العقار
جاء الهوى فنعمت منه بألف ليل مستجار
وملكتُ أطيب ما تحمل من شهيات الثمار
ولهوتُ حتى في فم الدنيا حديثٌ عن خماري
جاء الهوى وأنا كما أنا قبله نضو أنتظار
ودعاني الصيت العريض فقلت ها أنا من يباري
ومضيت أقتحم الصعاب إليه يحفزني نجاري
ورجعت مرفوع الجبين مكللاً بسنى وغار
أنا بانتظار مثلما أنا قبل أن بزغ اشتهاري
أنا بانتظار غد يجيء ولا يراني بانتظار