شاذل طاقة

1929-1974 / العراق / الموصل

رسالة حزينة - Poem by

من ههنا من سجنيَ الكئيبْ
في المدينة البعيده
أكتب يا حبيبتي إليكِ
إليك يا حبيبتي الحزينه
الليلُ حولي موحشٌ غريبْ
تشربه مقابر المدينه
والريحُ تصفع الجدارْ
وتسرق الصدى وتأكل البذارْ
وتشرب النَّهَرْ
وراء سور السجن في مدينة الغجرْ
وتحصد النجومْ
وتزرع الغيومَ
في سمائنا الصغيره
وتدفن القمرْ
وأنت يا حبيبتي في عشِّنا وحيده
تحكين للصغارْ
أطفالنا الصغارْ
حكايةً جديده
عن عربيٍّ لَصَّهُ القطار
مسافرٍ بلا هويةٍ بلا وداعْ
رقمٍ مضاعْ
في زحمة المدينة البعيده
مدينة الأسوارِ
والسجونِ
والغجرْ
بالأمس، مرَّ من هنا عصفورْ
مغردٌ مصفِّق الجناحْ
ذكَّرني بطفلنا الغريرْ،
يموسق اللثغةَ في حبورْ
ويملأ المنزل بالصياحْ
بالأمس مرَّ من هنا
وطار للجنوبْ
مع العصافير الشماليه
وطفلنا الحبيبْ
معي هنا في كل أغنيّه
يشدو بها بصوته الحزينْ
مُلَوَّعٌ سجينْ
وبعدُ يا حبيبتي
فإننا بخيرْ
جميعنا بخيرْ
القيدُ والسجان والغياهب السحيقه
والصمت والظلام والنوافذ الصفيقه
جميعنا بخيرْ
لكننا
رغم الدجى
رغم القيودْ
لنا الغد الزاهي السعيدْ
لنا لنا
السواعدُ المتينه
تهزّ سورَ السجنِ تصهر الحديدْ
وفي غدٍ تطهّر المدينه
فأشرب الدموع من عينيكِ
يا حبيبتي الحزينه
ونجمع الصغارْ
أطفالنا الصغارْ
نحكي لهم حكايةً جديده
عن عربيٍّ لَصَّه القطارْ
مسافرٍ بلا هويةٍ بلا وداعْ
رقم مُضاعْ
في زحمة المدينة البعيده
عاد إلى المدينة السعيده
في وَضَح النهارْ
124 Total read