صالح جودت

1912-1976 / القاهرة

إبراهيم المازني - Poem by صال

الراحـلـون مـثـالـبٌ ومَثـانــــــــــــي
فإذا ذُكِرْتَ فـمـا لـذكرك ثـــــــــــــانِ
دنـيـا مـن الأدب الرّفــــــــــيعِ ودولة
مأثـورةٌ بـالـحـبِّ والإحســــــــــــــانِ
رزءُ الصحـافةِ فـيكَ رزءُ نجــــــــــــيبةٍ
فقـدتْ بفقـدكَ أكرمَ الـوِلـــــــــــــدانِ
يـا واحدَ الأدبِ الشـريف وصـاحـبَ الــــــ
ـقـلـمِ العفـيفِ وطـاهـرَ الـوجــــــــدان
أنشأتَ مدرسةَ الجـديـد حـبــــــــــــيبةً
للقـارئـيـن عزيـزةَ الـبنـيـــــــــــانِ
ومـلأتَ أيـامَ «الـبـلاغِ» بــــــــــلاغةً
وغمـرتَ آفـاقَ «الأسـاسِ» معـانــــــــــي
وشـرعتَ فـي لغة السـيـــــــــــاسةِ شِرعةً
جـاءت مـنزّهةً عـن الـبـهتـــــــــــــان
ومضـيـتَ فـي الأحـزاب غـيرَ مُهــــــــاتِرٍ
وتـركتَ مـن تـركـوك غــــــــــــيرَ مُدان
كـم سـاومـوكَ عـلى الـولاء فلـم تـــــرمْ
غـيرَ الـولاءِ لـمـصرَ والســـــــــــودان
حـزبـيّةٌ بـلغتْ لـديكَ سمـوَّهـــــــــــــا
مـوهـوبةٌ للّهِ والأوطــــــــــــــــــان
مـاذا جنـيـتَ مـن الـحـيـاةِ وجهدهــــــا
غـيرَ الشقـاءِ وكثرةَ الأحـــــــــــــزانِ
كـانـت حـيـاتُكَ قصّةً عـنـوانهـــــــــــا
بؤسُ الأديبِ ولـوعةُ الفـــــــــــــــنّان
قـالـوا أمـيرُ الكـاتبـيـن فقـلـــــتُ هل
بُلّتْ بقـولـتهـم له شفتـــــــــــــــان؟
يروي النفـوسَ بكلّ كأسٍ حـلـــــــــــــوةٍ
وحـيـاتُه كأسٌ مـن الـحـرمـــــــــــــان
ويُشـيعُ ألـوانَ الجـمـال عـلى الــــــورى
وحـيـاتُه عطْلٌ مـن الألـــــــــــــــوان
ويصـوغ أوزانَ القـــــــــــــريضِ روائعًا
وحـيـاتُه تجـري بـلا مـيـــــــــــــزان
وإذا أجـاد فـمـا أفــــــــــــاد لنفسهِ
خـيرًا ولـم يسلـمْ مـــــــــــــن الشنآن
فإذا انـتهى فـنهـايةٌ مَحــــــــــــزونةٌ
لروايةٍ مقـروحةِ الأجفـــــــــــــــــان
حفلٌ يُقـام وخطبةٌ وقصـيــــــــــــــــدةٌ
وستـارةٌ تـنسـاب للنسـيـــــــــــــــان
لا تأسَ إبراهـيـمُ إِنّك خـالـــــــــــــدٌ
فـي ذمّةِ الأجـيـالِ والأزمـــــــــــــان
تبقى عـلى الأيـام معـــــــــــنًى رائعًا
مـا النـاسُ بعـد الـمـوتِ غـيرُ معـانــــي
يـا أيُّهـا القـلـبُ الـذي غلـب الأســـــى
وتحـمَّلَ الـبـلـوى بـغـير هـــــــــــوان
ومضى يـدافعهـا بخـــــــــــــــفّةِ روحهِ
ويُضـاحكُ الـدنـيـا بقـلـبٍ عـــــــــــان
لـم تلقَ فـي الـدنـيـا لروحكَ رحـــــــمةً
فـاذهـبْ فعـندكَ رحـمةُ الرحـمـــــــــــن
98 Total read