صالح جودت

1912-1976 / القاهرة

دمشق - P

هـنـا دمشق ومـا أحـلاه مــــــــــن نغمِ
أنشـودةٌ فـي فـمـي أم نشـوةٌ بـدمــــــي؟
هـذي دمشقُ تـنـاديـنـي فأبـلغهـــــــــا
سعـيًا عـلى نغمـاتـي، لا عـلى قـدمـــــي
دمشقُ يـا معبـدَ الأشـواقِ فـي حُلُمـــــــي
يـا كعبةَ الروحِ بعـد القـدسِ والـحـــــرم
يـا عزَّ قـومـيّتـي، يـا أختَ قـاهـرتـــــي
يـا نجـمةً يـزدهـي مـن نـورهـا عـلـمـــي
فـوق الجـراحِ سَمَوْنـا فـي عـروبتـنــــــا
فـمـا نفى حدثٌ أنـا ذوو رحـــــــــــــم
مـا زال حـبُّكِ مـنقـوشًا عـــــــــلى قَدَري
فـوق الزمـانِ وحُبـي غــــــــــــيرُ متّهَم
إن كـان آلـمـنـا يــــــــــــومٌ له سمةٌ
مـن السـواد وجهـمـاءٌ مــــــــــن الظُّلَم
حديثُ لـيلى وقـيسٍ فـي الهـوى ألــــــــمٌ
لا يكبرُ الـحـبُّ إلا فـي رُبـا الألــــــم
اللـيلَ يُقسمُ أَنَّ العـيـنَ مـا غفلــــــــتْ
واللهُ يشهدُ أنّ الشـوقَ لـم يـــــــــــنمِ
وقـد صـفـا شفقُ الأيـام فـابتهجــــــــي
وهلَّلـتْ شفةُ الأحـلامِ فـابتسمـــــــــــي
مـا أجـمـلَ النـيلَ إذ يصغـــــي إلى بَرَدَى
وقـاسـيـونَ يـنـاجـي قـمّةَ الهـــــــــرم
هـذي فلسطـيـنُ تدعـونــــــــــا إلى قسمٍ
وآن مـنّا أوانُ الـبِرِّ بـــــــــــــالقسمَ
فـيـا دمشقُ دعـاكِ النصرُ فـانـتفضـــــــي
ويـا عـروبةُ نـادى الثأرُ فـانـتقـمـــــي
109 Total read