لا تذكري الماضي، فما أنا ذاكرُ
وأَحبّ أحلامي إليَّ الحاضرُ
إني غفرتُ لكِ الذي حدّثْتنيِ
عنه، فهل لي من فؤادكِ غافرُ؟
يا من يعذبك الصدى، لا ترجعي
لخرائب الماضي، وقلبك عامرُ
عيشي مع اللحن الجديد، ومتّعي
دنيا هواكِ، بما يغني الشاعرُ
ماضيك لم يخلد، وماضيَّ انتهى
وكلاهما في الحبِّ وهمٌ خاسرُ
ماضيك، ما ماضيك؟ طيش صبيةٍ
بلهاء يجذبها الهوى فتخاطرُ
وتعود مثقلة الجراحِ شقيةً
في صدرها بالحبّ قلب كافرُ
ماضيّ، ما ماضيَّ غير حكايةٍ
لولاكِ لم يك للحكاية آخرُ
لا تسأليني كم عشقتُ، فإنني
كان الهوى روضي، وقلبي طائرُ
ما زال يبتذل الهوى وفروعه
فيؤمها ويضمُّها ويغادرُ
لم يُؤوهِ في الروض وكرٌ آمنٌ
أو يُغْرهِ بالحبِّ غصْنٌ عاطرُ
ولكم شقيت به، فما أنا بالذي
هانت عواطفه ولا أنا غادرُ
لكنَّ جوعًا للجمالِ ألمَّ بي
فمضيتُ في نهم الذئابِ أُغامرُ
حتى عرفْتكِ فاكتشفتُ حقيقتي
ورأيت أحلامي إليك تبادرُ
ويقول لي قلبي: هنالك وقفةٌ
كُتبتْ عليْكَ.. هنا الغرام الآخر