سعيد فياض

1921-2003 / لبنان

برق الأشجان - Poem by

قيل لي ما بك انطويت على الصمـت
كئيب الرؤى, خفيض الجناحِ
وبعينيك من طواف المآسي
لهب من شقائك الفضَّاح
أين أهزوجةٌ ألِفْنا حداها
نغما مائر الهنا في الصُّداح
أين برق الأحلام فوق محياك
مقِلا سحائب الأفراح
فتماسكتُ بين دفع من الغـمِ
وردع من كبرياء الجراح
وحبست الأنين طي ضلوع
حانيات على الأسى الملحاح
غير أني غصصت بالألم
المـرِ فأبدى اختناقه بالتياحي
وعصاني صمتي فأنطقني الهـمُ
وقد أطلق الوجوم سراحي
أيها اللائمون طيرا جريحا
أمطرته السهام من كل ناح
لا تلوموه إن شجا بعد شدو
وتخلى عن رقة التصداح
فلقد شلَّت المعاناةُ مغناهُ
وثارت عليه هوجُ الرياح
لو بلوتم بعض الذي مرّ فيه
بين ظلم وشامتين ولاحي
لم يَفِرْهُ منهم قريب وصحب
أو تصنْه خليقة المسماح
لعذرتم عزوفه عن بعيد
وقريب, وتركه كل ساح
قانعا بالسكون بعد هلوع
لائذا بالفرار بعد الطِّماح
وكفاه من المعاش كفاف
يتحامى فيه غَرور الجناح
أيها السائلون عن بسمة الأمسِ
وكانت وضاءة كالصباح
حدقوا جيدا إليَّ ... تروني
مستريحا من ومضها اللماح
فهْي زُور ... والحُرّ لا يألف الزورَ
ولاينتشي بغير الصُّراح
أنا والبؤس توأمان... شعوري
وقْدُ رمضائه ورمْضاه راحي
ما افترقنا يوما ولا غاب عنا
شغف في تناوب الأقداح
وألفنا بعضا, وما ضاق فينا
جَلَدٌ, رغم وابل الأتراح
ولهذا كان ابتسامي وميضا
لسعير... واريتُهُ بالمزاح
كان برق الأشجان ما خلتموه
شفقا مترف السنا بانشراحي
200 Total read