ربّـما ساءلتُ نفسي الآنَ ، عمّـا أكتبُ الآنَ
لماذا أكتبُ الآنَ ؟
وفي أيّ مكانٍ أكتبُ الآنَ ؟
ألـمْ يُتعبْـكَ نصفُ القرنِ من ألعابِـكَ
الصخرةُ والنبعُ
وهذي اللغةُ … الألوانُ والغيمُ …إلخ ؟
إنك لا تبدو دؤوباً مثلَ نجّــارٍ
ولا منتبهَ الـمَـلْـمسِ كالخزّافِ ؛
أنت الغافلُ
الناحلُ
والتأتاءُ
ما شأنُكَ والدنيا ؟
دع العالَـمَ يمضي مثلَ ما علّـمَـنا العالَـمُ أن يمضي
فما للّـهِ ، لِـلّـهِ
وما قد كان للقيصرِ ، للقيصـرِ
قُـمْ ، فاذهبْ إلى مقهىً على الشاطيءِ
وانعَــمْ بنبيذِ الشمسِ إذ تغربُ
والمرأةِ إذ تلعبُ
والسّنجاب
كم سـاءلْـتُ نفسي
نصفَ قرنٍ ، وأنا أسـألُ نفسي
لِـمَ لا تخذلُـني أغنيةُ الصّــرّارِ ، كي أغفو قليلا ؟