مالذي يمنحُ الحبَ أوقاتَه
أزرقَه المتموجَ
رعشتَه في اليدين
إخضرارَ دِمِه
لذةَ أيامِهِ في بدْئِها
حُمَرتَه الدافئة
تَدَرُّجَه بالتحقّقِ
زَهْرَ أثوابِه
إسمَهُ النرجسيَ المقدسَ
وسيماَءهُ في الوجوهِ المُحبّةِ؟؟
ما الذي يمزَج للشمسِ ألواَنها
ثم يمشي الهوينى
بهودجِ أحلاِمها
إلى أن تـؤوبَ إلى ِخدْرِها
فَتُدني عليها
خِمارَ المساء
وُتغمضُ أجفانَها
وَتنام؟؟
ما الذي يصطفيني
امرءا مُدنفا بالكلام
غير إثمِ الكلام؟؟
ما الذي يدفعُ الروحَ
نحو الهلاكِ
يَسْمِلُ عينَ الحقيقة
يتآمرُ حتى تغيب
يقنُع الريحَ
بالانسحابِ المريب
ويمتص عافيةَ الاخضرار
عَبْرَ سياجِ الحديقة؟؟
ما الذي يَسْلُبُ الليل
مَلْمَسَهُ المُخْمَلِيّ السخيّ
بحَّتَه إنْ سَجى
صَخْبَ سُهّارِهِ
فِضّةَ النجمِ إنْ هَوَى
بين يدِيهِ
مواعيدَ عُشّاقِهِ
وَداعَتَهُ
في الهزيعِ الأَخيرِ؟؟
ما الذي يصطفيني
امرءا مختنِقَاً بالكلام
غير إثم الكلام؟؟
الكلامُ إذنْ
شهوةُ الإنتهاء
نشَيدُ الخلاص
اللجؤُ الأخيرُ
إلى دوحةٍ من ضياء
نبتُها المتسلّقُ ينمو
وينمو
وينمو
وينمو
إلى أَنْ يعانِقَ
ما وراء السماء
جذرُها المتحدّرُ ينمو
وينمو
وينمو
وينمو
إلى أن تفزعَ الأرضُ
تستجيرُ صُراخاً
بوجهِ فتاها الأَثير
شيءٌ أَضاعَكَ يا فتى
وأَضَعْتَهُ
شيءٌ خُرافيٌّ أضاعَكَ يا فتى
وأَضَعْتَنِيِ
من أجلِ ماذا يافتى؟
من أجلِ اسمنتٍ
يُصعّرُ خَدَّهُ
مستنكِراً إرثَ الحقول؟
من أجل إسفلت يمدُّ لسانِهُ
أَفعى تَنِثُّ غرورَها ؟
من أجلِ مائدةٍ
تَفاوضَ حولَها
وفدُ الجناةِ المجرمين
مع الجناةِ الساكتين
على دِيَةِ القتيل ؟
من أجل نصرٍ
مجهرىٍّ
لا يُرى
إلا بواسطةِ الخرائطِ
أو بتوقيعٍ ذليل ؟
شيء تَساقَطَ
من وجودِك يا فتى
شيٌْ أماتَ بِكَ إنتشاءَكَ
بالقصيدةِ
والروايةِ
والغوايةِوالكتابةِ
والهوى
شيءٌ أضاعَ
من القصيدةِ بحرَها
ومن الروايةِ نهرَها
ومن الكتابةِ سحرَها
ومن الغوايةِ شِعرَها
ومن الهوى أَطْيافَهُ
ومن الخيالِ المستحيل
ومن الحداثَةِ رَمْزَها
فأعادَها
لقواعدَ الدؤلي
مجبرةً
وأوزان الخليل
أَعِرْني أَبا الشعراء* شعَركَ إنني
أَضَعْتُ قَصيدي هل تضيعُ القصائدُ؟
أُرِيدُ قَصيداً جَاهِليــاً ومُحْدَثَـــــــاً
تسيرُبِهِ الركبــــانُ إنـــكَ صائـــــدُ
ولستَ تُبــالي إنْ فقدتَ قصيــــدةً
ولستُ أُبالي إنْ تَحَذْلَــقَ ناقــــــــدُ
وإنْ تكن الأشعارُ أَعْيَتْ رجالَــها
فدعني وأَحزاني.. شهيــدٌ وشاهــدُ
لأجمع حزني مـن بـــلادٍ كثيـرةٍ
وأحسو قراحَ الحزنِ حُبــاً أكابـدُ
فَلِيِ أُمَّــةٌ تزهو بعشرينَ دولــة
ولي دولةٌ تزهــو وإني لواحــدُ
وأختبرُ الأوطانَ عَلّى أَجِدْ بهــا
مكاناً فلا أُنفــى. طَريـدا أُطـارَدُ
فلا هو موجود ولســت بيـائس
ولا أَمَلِــي فيــما يبيــدُ لَبائِـــــدُ
فَنَــفْيٌّ لأَنـّيِ ثُمَّ نَـفْيٌ لأَنـنــي
تــعددت الأسبــابُ والنفــيُ واحــدُ
بِذا قَضَتِ الأوطانُ مابينَ أَهلِها
مــصائِـبُـنا عـــنـدَ الــولاةِ فَـوائـــدُ
وفوائدُ
وفوائدُ
وفوائدُ
ف لماذا نُغادِرُ أحلامَنـَا ؟
أم تراها تغادرنا بهدؤ؟
لماذا يهبطُ الليلُ
هكذا
فجأةً
يسدلُ أستاَرهُ
فوق نوافذ أرواحِنا
حين تنتابُنا
نـوباتُ عِشْقٍ بَهيم
يُخَلخِلُ في الَنعْشِ
وحشَتهُ
يصفِّرُ في صمْتِهِ
مُعلناً
انزياحَ الفراغ؟
وأجسادُنا
هذه المتعبة
حيث تُشاغِبُهَا
في هدأةِ الموتِ
طيورٌ تَحُطُّ بِها
فوق جسر يهرولُ نحو السماء
هاهي الآن تخبو
وتخبو
وتخبو
مثل نجمٍ جريح
موغل صوتُهُ
في انحدارٍ
تَأَتَّى له أن يَمُدَّ القرار
يتيبّسُ رمانُها القُرمزي
تَتَهَشّمُ أطرافُها المستريبة
تتقشّر أشياؤُها المستميتة
وَصْلاً
تتحفّزُ أحزانُها
كلما عَنَّ
لآلامِها
أن تَنْحَنيِ
تسيلُ أخاديدُهَا
بالفراغِ الصريح
تَعِبْنا إذن
وما تَعِبَ الكلامُ
نَفِدَتْ مياهُ الامتهان
وما نَفِدْنـأ
وستنتهي غاباتُ غربتِنَا
كما بَدَأَتْ
جرداءَ خاويةً
على أعراشِها
تُفضي إلى مُدُنٍ
مكسوةٍ ببياضِها البارد
تَـهْمي على إمْحالِنا
بسوادِها التالد
تهدي إلى غُرَفٍ
مكيفةِ الهواء
وَتضَجُّ بالأخبارِ التي
تأتي بها مَسْبِيّةً
خَيْلُ الَفضَاءِ
تَصُبُّها مِنْ كُلّ ناحيةٍ تَوَتَّرَ قوسُها
قَمَرٌ صناعي
يَضُخُّ بقلبِنا
سَقْطَ النميمةِ
حيث ننصتُ
، كلنا وَرَعٌ
فلا يُفضي بنا إنصاتُنَا
إلا إلى قبرٍ جماعيٍّ
يَضُجُّ بصمتِنا
والمَشاهد ذاتها
والمذيع هو المذيع
والوجوه هي الوجوه
والكلام هو الكلام
وحوادث الدنيا
وان بانت
ستظل غائمةً
بِكُلّ الاحتمالات
التي فتحت مواربةً
لبابِ الظَنِّ
أنْ يأتي بآثامٍ جديدة
الكلامُ إذن
شهوةُ الانتهاء
نشيدُ الخلاص
اللجؤُ الأخيرُ
إلى دوحةٍ من ضياء
نَبْتُها المتسلّقُ ينمو
وينمو
وينمو
وينمو
إلى أن يعانِقَ
ما وراءَ السماء
جذرُها المتحدّرُ ينمو
وينمو
وينمو
وينمو
إلى أَنْ تَفْزَعَ الأرضُ
ينحني الوردُ
يتهاوى جبروتُ العبيرِ
وَيَنْسَلُّ شميمُ الجناِئن منسحباً
هارباً
مُتَشَبّثاً للأخير
ببقايا جُثّةِ الكبرياء