أحب فيغضب الواشون أني
إذا أرضيتهم غضب الحبيب
أراهم في البكور و في الأماسي
لهم زمر تضيق بها الدروب
بكل ثنية و بكل باب
نحوسا لا تغيم و لا تغيب
أمر خلال ثرثرة و همس
كما اجتاز الحمى رجل غريب
فهذا سائل عني فضولاً
و ذاك بغير معرفة يحيب
و قرَّ قرارهم أني محب
و أن الحب عندهمُ معيب
و أني الخصم ظاهره وقور
و باطنه أخو عبث طروب
أتى يسطو على كنز ثمين
فكل مواطن منهم رقيب
ولكني دخلت بهم صديقاً
كما فعل السياسي الأريب
أصانعهم و أسعفهم و أغضي
عسى بتوددي تصفو القلوب
و أشرب نخبهم صرفاً كأني
ربيب شقاوة لهم قريب
و قالوا يا وجيه تعال زرنا
فأنت لأهل حارتنا طبيب
فصرت أزور محبوبي قريراً
فما أنا بين أصحابي مريب
فمرحى بعد ذلك ألف مرحى
لمن يغشى الصعاب و لا يخيب