وجيه البارودي

1906-1996 / حماة

عتاب - P

هي
قلت وداعاً يا وجيه و أجهشت ببكائها
فسألتها عن مبعث البلوى و موطن دائها
فتململت و بدا الشحوب على أديم صفائها
عهدي بها كالوردة الحمراء في أندائها
ماذا جرى لك يا سنا عيني و ريق مائها
أوجيهُ أخشى بعد طول مودة و صفاءِ
أخشى انقلاباً في حياتكَ و احتمال جفاءِ
أخشى افتضاحا بعد طول تكتم و خفاءِ
أخشى عليكَ من النساء و أنتَ زير نساءِ
أنا كيف لا أخشى و حبُكَ عالق بدمائي
أوجيهُ لو نبقى على شوق و خيط رجاءِ
نبقى على حب و إغراء بغير غذاءِ
نبقى على ظمئ و لو لم يبق غير دماءِ
أوجيهُ لو أفنى بحبك ما ألذ فنائي

أنا
مهما شرعت على البحار و سرت في الصحراء
و سربت في الأعماق أو حلقت في الأجواء
فرسوت في الجزر القصية في المحيط النائي
و غزوت أجواز الفضاء و جبت كل سماء
فولجت هالات السنا و سبحت في الأضواء
غيري ويدب على الثرى و يمور كالرقطاء
و يعيش في المستنقعات يموء بالأوباء
و أنا بأجنحتي من الشعر إلى الجوزاء
مهما انتشيت و تهت في كبري و في خيلائي
و ركزت بند النصر فوق القمة الشماء
و شربت نخب أحبتي و شربن من صهباء
مهما شردت فعودتي أبدا إلى مينائي
103 Total read