مهد الصبا ما للصبا عهد ولى الصبا فسلمت يا مهد
هذا ربيب الأمس فيك فما أبقى له من بعدك البعد
عكس الزمان عليه حالته ففؤاده لا الغور مسود
يبكي على الأعوام خالية يا مهد فيه وحلمها شهد
ويذيبه أسفٌ على وطن أودى بريق عيشه النكد
وطنٌ ذوت خضراء نجعته للرائدين وعكر الورد
ومشى الهوان على جوانبه متهادياً فتنكب المجد
الوعد مطعمه ومشربه يا ويح حيٍّ قوته الوعد
يا مهد ما الذكرى بنافعةٍ لا هندُ راجعةٌ ولا دعد
ضدان ماضينا وحاضرنا والضد يظهر حسنه الضد
مالي وللذكرى فقد طويت تلك السوانح وانقضى العهد
فكفى التآسي بالكرام وان قلَّ الكرام بنا متى عدوا
هذا مقامٌ ضمَّ شملهم عقداً فريداً حبذا العقد
فهم الأُلى لولا عوارفهم لطوى المروءة والندى لحد
يا مهد حسبك أن جلهم نشآت حضنك أيها المهد
فخراً فما ربيت غير فتى عند الكريهة عوده صلد
يحنو على الوطن العزيز ولا يعيي لدى الجلى له جهد
فسل المهاجر عن فضائله يعبق من الدنيا لك الحمد
يا روضة الأحداث لا برحت تسقي الندى اغصانك الملد
وعليك عين اللَه ساهرة أبداً وريب الدهر مرتد