يصبحُ دمي بنفسجيّاً
تهجمُ كُريَّاتُ العشق على بقية الكُرَيَّاتْ
وتأكُلُها
تهجُمُ الكِلْمةُ الأنثى على بقيّة الكلماتْ
وتطرُدُها
ويكتشفونَ من تخطيط قلبي
أنّهُ قلبُ عصفورْ
أو قلبُ سَمَكَهْ
وأن مياهَ عينيكِ الدافئهْ
هي بيئتي الطبيعيَّهْ
والشرطُ الضروريّ لاستمرار حياتي
عندما تصبحُ المكتباتْ
ويصبحُ مكتبُ البريدْ
حقلاً من النجوم.. والأزهار... والحروف المقصَّبَهْ
أَقَعُ في إشكالٍ لغويٍّ كبيرْ
أسقُطُ من فوق حصان الكلماتْ
كرجُلٍ لم يَر الخيلَ في حياتِهْ
ولم يَر النساءْ
آخُذُ صِفْراً في الأدبْ
آخُذُ صِفْراً في الإلقاءْ
أرسبُ في مادّة الغَزَلْ
لأنني لم أستطع أن أقولَ بجملةٍ مُفِيدَهْ
كم أنتِ رائعهْ
وكم أنا مُقصِّرٌ في مُذاكرة وجهك الجميلُ
وفي قراءة الجزءِ العاشرِ بعد الألفْ
من شعركِ الطويلْ
إشتغلتُ عاماً كاملاً
على قصيدةٍ تلبسينها عام 1980
إلا هدايا القلبْ
إلا أساورَ حناني
إثْنيْ عشَرَ شهراً.. وأنا أشتغِلْ
كدودة الحرير أشتغِلْ
مرّةً بخيطٍ ورديّْ
ومرّةً بخيطٍ برتُقاليّْ
حيناً بأسلاكِ الذَهَبْ
وحيناً بأسلاكِ الفضَّهْ
لأفاجئكِ بأُغنيَهْ
تَضَعينها على كتِفَيْكِ كشالِ الكَشْمِيرْ
ليلةَ رأس السَنهْ
وتُثيرينَ بها مُخيّلةَ الرجال.. وغيرةَ النساءْ
إثنيْ عشر شهراً
وأنا أعملُ كصائغٍ من آسيا
في تركيب قصيدةٍ
تليقُ بمجد عينيكِ
والياقوتةَ بالياقوتَهْ
وأصنعُ منها حَبْلاً طويلاً.. طويلاً من الكلماتْ
أضعُهُ حول عُنُقكِ.. وأنا أبكي
إثنيْ عشَرَ شهْراً
وأنا أعملُ كنسَّاجي الشامْ
وفلورنسا.. والصين.. وبلاد فارسْ
في حياكة عباءةٍ من العِشْقْ
لا يعرفُ مثلَها تاريخُ العباءاتْ
ولا تاريخُ الرجالْ
إثني عشر شَهْراً
وأنا في أكاديميّة الفُنُون الجميلَهْ
أرسُمُ خيولاً بالحبرِ الصينيّْ
تشبِهُ انفلاتَ شَعْرِكْ
وأعجنُ بالسيراميك أشكالاً لولبيَّهْ
تشبهُ استدارةَ نهديْكِ
وعلى الزجاج رسَمتْ
صنعتُ الأصواتَ التي لها رائحهْ
والرائحةَ التي لها صوتْ
ورسمتُ حول خصرك ريحاً بالقلم الأخضَرْ
حتى لا يخطر بباله أن يصبح فراشةً.. ويطيرْ
إثنيْ عشر شهراً
وأنا أكسر اللغةَ إلى نصفينْ
والقَمَر إلى قمرينْ
قَمَرٍ تستلمينَهُ الآنْ
وَقَمَرٍ تستلمينَهُ في بريد عام 1980
صنعتُ الأصواتَ التي لها رائحهْ
والرائحةَ التي لها صوتْ
ورسمتُ حول خصرك ريحاً بالقلم الأخضَرْ
حتى لا يخطر بباله أن يصبح فراشةً.. ويطيرْ
إثنيْ عشر شهراً
وأنا أكسر اللغةَ إلى نصفينْ
والقَمَر إلى قمرينْ
قَمَرٍ تستلمينَهُ الآنْ
وَقَمَرٍ تستلمينَهُ في بريد عام 1980