نزار قباني

1923-1998

حكاية - Po

كنتُ أَعدُو في غابة اللَّوْز .. لما
قالَ عنِّي ، أُمَّاهُ ، إِنِّي حُلْوَهْْ
وعلى سَالِفي ، غَفَا زرُّ وَرْدٍ
وقميصي .. تفلَّتَتْ منهُ عُرْوَهْ
قالَ ما قالَ ، فالقميصُ جحيمٌ
فوق صدري ، والثوبُ يقطرُ نَشْوَهْ
قالَ لي : مَبْسِمي وُرَيْقَةُ تُوتٍ
ولقد قالَ : إنَّ صدريَ ثَرْوَهْ
وروى لي عن ناهِدَيَّ حكايا
فَهُمَا جَدْوَلا نبيذٍ وقَهْوَهْ
وهُمَا دَوْرَقَا رحيقٍ ونُورٍ
وهُمَا رَبْوةٌ تُعانِقُ رَبْوَهْ
أأنَا حُلْوةٌ ؟. وأَيْقَظَ أُنثى
في عُرُوقي ، وشَقَّ للنُور كُوَّهْ
إنَّ في صوتِهِ قَرَاراً رخيماً
وبأحداقِهِ بريقُ النُبُوَّهْ
جَبْهَةٌ حُرَّةٌ كما انْسَرَحَ النورُ
وثَغْرٌ فيه اعتدادٌ وقَسْوَهْ
يَغْصِبُ القُبْلَةَ اغْتِصَاباً .. وأَرضى
وجميلٌ أَنْ يُؤخَذَ الثَغْرُ عُنْوَهْ
وردَدْتُ الجُفُونَ عنهُ حَيَاءً
وحَيَاءُ النساءِ .. للحُبِّ دَعْوَهْ
تَسْتَحي مُقْلَتي .. ويسألُ طُهْري
عن شَذَاهُ ، كأنَّ للطُهْرِ شَهْوَهْ
أَنتِ .. لَنْ تُنْكِري عليَّ احتراقي
كُلُّنا في مَجَامرِ النار .. نِسْوَهْ
220 Total read