إنَّها تُثْلِجُ نساءً
أَنْزَعُ معطفَ المطر الذي أرتديهْ
وأُقفل مظلَّتي
وأتْرُكُهنَّ يتساقَطْنَ على جسدي
واحدةً .. واحدَهْ
ثماراً من النارْ
وعصافيرَ من الذَهَبْ
إنَّها تُثْلِجُ نساءً
أفْتَحُ جميعَ أزرار قميصي
وأتركُهُنَّ يَتَزَحْلَقْنَ على هضابي
ويغْتَسِلْنَ بمياهي
ويَرْقُصْنَ في غاباتي
ويَنمْنَ في آخر الليل كالطيور فوق أشجاري
أخرجُ كالطفل إلى الحديقَهْ
وأتركُهُنَّ يكرُجْنَ كاللآليء على جبيني
إمرأةً .. إمرأَهْ
ولُؤْلُؤةً .. لُؤلُؤَهْ
أحملُهُنَّ كالثلج على راحة يدي
وأخافُ عليهنَّ أن يذُبْنَ كالثلج بين أصابعي
من حرارة العشقْ
إنَّها تُثْلِجُ نساءً
البوادي تخرجُ .. والحواضرُ تَخْرُجْ
الأغنياءُ يخرجونَ .. والفقراءُ يخرجون
واحدٌ يحملُ بارودةَ صيدْ
وواحدٌ يحملُ صنَّارةَ سمكْ
وواحدٌ يحمل بَطْحَةَ عَرَقْ
وواحدٌ يحملُ مخدَّةً وسريرا
إنَّها تُثْلِجُ نساءً
والوطَنُ كلُّهُ مُسْتَنْفَرٌ للهجوم على اللون الأبيضْ
وواحدٌ يريد أن يتزوَّجَ الثلجْ
وواحدٌ يريدُ أن يأكلَهُ
وواحدٌ يريدُ أن يأخذَه لبيت الطاعَهْ
وواحدٌ يسحبُ دفترَ شيكاته من جيبه
ليشتري أيَّ نهدٍ أشْقَرَ يسقطُ من السماءْ
كي يجعلهُ ديكوراً في حجرة نومِهْ.
يَسْمَعُ الثلجُ قَرْعَ الطبولِ ، وخَشْخَشَةَ السلاسِلْ
ويَرَى بريقَ الخناجر ، والتماعَ الأنيابْ
يخافُ الثلجُ على عذريَّتهِ
ويقرّرُ أن يسقطَ في بلادٍ أُخرى
يَسْمَعُ الثلجُ قَرْعَ الطبولِ ، وخَشْخَشَةَ السلاسِلْ
ويَرَى بريقَ الخناجر ، والتماعَ الأنيابْ
يخافُ الثلجُ على عذريَّتهِ
فيحزم حقيبتَهُ
ويقرّرُ أن يسقطَ في بلادٍ أُخرى