يذوبُ الحنانُ بعينيكِ مثلَ دوائر ماءْ
يذوبُ الزمانُ، المكانُ، الحقولُ، البيوتُ
البحارُ، المراكبُ
يسقطُ وجهي على الأرض مثلَ الإناءْ
وأحملُ وجهي المكسَّرِ بين يديَّ
وأحلُمُ بامرأةٍ تشتريهِ
ولكنَّ من يشترونَ الأواني القديمةَ، قد أخبروني
بأنّ الوجوهَ الحزينةَ لا تشتريها النساءْ
وصلنا إلى نقطة الصِفْرِ
ماذا أقولُ؟ وماذا تقولينَ؟
كلُّ المواضيع صارتْ سواءْ
وصارَ الوراءُ أَمَاماً
وصار الأَمَامُ وراءْ
وصلنا إلى ذروة اليأس.. حيث السماءُ رصاصٌ..
وحيثُ العناقُ قِصاصٌ
وحيثُ ممارسةُ الجنس، أقسى جزاءْ
تُحِبِّين.. أو لا تُحِبِّينَ
إنَّ القضيَّةَ تعنيكِ أنتِ على أيِّ حالْ
فلستُ أجيدُ القراءةَ في شفتيكِ
لكي أتنبَّأ في أيِّ وقتٍ
سينفجرُ الماءُ تحت الرمالْ
وفي أيِّ شهرٍ تكونينَ أكثرَ عُشْباً
وأكثرَ خِصْباً
وفي أيِّ يومٍ تكونينَ قابلةً للوصالْ
تُريدينَ.. أو لا تُريدينَ
إنَّ الأنوثةَ من علم ربّي
ولو كنتُ أملكُ خارطةَ الطقس
كنتُ قرأتكِ سطراً.. فسطراً
وبرّاً.. وبحراً
ونهداً.. وخصراً
وكنتُ تأكّدتُ من أيِّ صوبٍ
تهبُّ رياحُ الجنوبِ
ومن أيِّ صَوْبٍ، تهبُّ رياحُ الشمالْ
وكنتُ اكتشفتُ طريقي
إلى جُزُر التبغ، والشاي، والبرتُقَالْ
تُحِبِّين.. أو لا تُحِبِّينَ
إنَّ السنينَ، الشهورَ، الأسابيعَ
تمرقُ كالرمل من راحَتَيْنَا
أحاولُ تفسيرَ هذا التشابه في الحزنِ في نظرتَيْنَ
أحاولُ تفسيرَ هذا الخرابِ
الذي يتراكمُ شيئاً.. فشيئاً على شَفَتَيْنَا
أحاولُ أن أتذكَّرَ عصرَ الكلام الجميلْ
وعصرَ المياهِ وعصرَ النخيلْ
أحاولُ ترميمَ حبِّكِ.. رغمَ اقتناعي
بأنَّ التصاقَ الزُجَاجِ المكسَّرِ ضربٌ من المستحيلْ
تجيئينَ .. أو لا تجيئينَ
إنَّ القضيَّةَ لا تستحقُّ الوقوفَ لديها طويلاً
ولا تستحقُّ الغَضَبْ
لقد أَصبحَ الماءُ مثلَ الخَشَبْ
لقد أَصبحَ الماءُ مثلَ الخَشَبْ
وكلُّ النساء اللواتي دخلنَ حياتي
أَتَيْنَ.. ورُحْنَ.. بغير سَبَبْ