لو شاءَتِ الأقدارُ أن تكونَ كاتباً
يجلسُ تحتَ جُبَّةِ الصَحَافةِ النَفْطِيَّهْ
:فهذه نََصَائحي إليكْ
أُدْخُل إلى مَدْرَسَةٍ تُعَلَِمُ الأُمِيَّهْ
أكْتُبْ بلا أصابعٍ .. وكُنْ بلا قَضيَّهْ
إِمْسَحْ حِذَاءَ الدولةِ العَليَّهْ
إشْطُبْ من القَامُوسِ كِلْمَةَ الحُريَّهْ
لا تتحدَثْ عن شُؤُون الفَقْرِ ، والثورةِ
في الشوارعِ الخَلْفِيَّهْ
لا تَنْتَقدْ أجهزةَ القَمْعِ ، ولا تَضَعْ
أنْفَكَ في المسائلِ القوميَّهْ
كُنْ غامضاً .. في كلِّ ما تكتُبُ
والزَمْ مبدأَ التقيَّهْ
خَصِّصْ عَمُودَكَ اليوميَّ للأزياءِ
والأزهارِ .. والفَضَائحِ الجنسيَّهْ
لا تتذكَّرْ أنبياءَ القُدْسِ .. أو تُرابَها
فإنَّها حكايَةٌ مَنْسِيَّهْ
لا تَرثِ بيرُوتَ التي ترمَّلَتْ
فالقتلُ فيها عادةٌ يوميَّهْ
لا تتعرَّضْ للسلاطين إذا تَعهَّروا
أو قَامَرُوا .. أو تَاجرُوا .. فهذه مسألةٌ شخصيَّهْ
ولا تَقُلْ لحاكمٍ : إِنَّ قِبَابَ قصرِه
مصنوعةٌ من جُثَثِ الرَعيَّهْ