أَتَعْرِفُ، يا بليـغَ الحَرْفِ ، مَا تَبْغِيهِ غَيْمَهْ ؟
أَتَسْمَعُ ما يَضِـجُّ بِهِ سُكُونٌ عَبْـرَ نَسْمَهْ ؟
أَتُـدْرِكُ مـا تُتَرْجِمُهُ عَـنِ الأَعَماقِ بَسْمَهْ ؟
أَتَسْهَرُ ساعَةً أو بَعْضَهَـا مِنْ أَجلِ كَلْـمَهْ ؟
أَمَا حَدَّثْـتَ نَفْسَـكَ مَـرَّةً في نُورِ نَجْمَهْ ؟
عَنِ الأَطفَـالِ إِذْ يَقْضُونَ مـا بَينَ الرِّمالْ ؟
أَمَا هِيَ حَدَّثَـتْـكَ عَنِ النَّبَـالَمِ وَالرِّجَـالْ ؟
عَنِ الإِنْسَانِ تَأكُلُهُ المَظَالِـمُ تَحْتَ خَيْـمَهْ ؟
أَتَقْبَلُ أَنْ تُداسَ خَميـلَةٌ وَتَمُـوتَ كَـرْمَهْ ؟
وَتُحْرَقَ في المَـزارِعِ كُـلَّ سُنْبلَةٍ ونِعْمَهْ ؟
وتُولَدَ عِندَهـا في نَـارها مَـأسَـاةُ أمَّهْ ؟
أَتُـدْرِكُ يا صَدِيقَ الحَرفِ ما مَأسـاةُ أُمَّه؟
أُخَاطِبُ فيـكَ ما تَرْضَى وما تَسْطيعُ فَهْـمَهْ
أُخاطِبُ فيـكَ إِنسانًا يَرَى في الخَيْـرِ ذَاتَهْ
ويُعْـطِـي للفَضِيلَةِ نَفْسَهُ ، يُعْـطِي حَيَاتَـهْ
أَمَامَكَ أَنْفُسٌ مُحِقَتْ ، على يَـدِ شَـرِّ طُغْمَهْ
وَعِنـدكَ أُعْدِمَتْ قِيَـمٌ وَدِيستْ أَلفُ حُرْمَـهْ
فَأَينَ الحَرْفُ تَركَبُـهُ ولاَ تَخْشَى خِضَمَّـهْ ؟
أَأصبَـحَ حَشْـوَ قُنبُلَةٍ وَطَـائِـرَةٍ وَشَـارَا؟
أَمَ اصْبَحَ خَنجَرًا في الظَّهْرِ أَو خِزيًا وَعَارَا؟
لَعلّكَ لَسْتَ تَجْهلُ مَـا نِهايَةُ كُـلِّ ظُـلمَهْ ؟
لَسَوفَ الحَقُّ يَثْـأَرُ سَوفَ لِلإِنْسَـانِ يَثْـأَرْ
فَـإِنَّ الشَّعْـبَ جَـبَّـارٌ وَإِنَّ اللهَ أَكـبَـرْ
وَإِنَّ لِكُـلِّ طَاغِيةٍ مـنَ التَّـاريـخِ يَومَهْ
رَفيقُ الحَـرفِ أَزْمَتُهُ أمـامَ الحَـقِّ أَزمَهْ
رَفيقُ الحَرفِ يُصلَبُ سيّدي من أَجلِ كلمَهْ