نور الدين عزيزة

1948 / تونس / قصر قفصة

قالت فلسطين - Poem by

أَنَا كِدْتُ أَيْأَسُ مِنْكُمْ
اِِسْمِي كِدتُ أَنْسَاه
تَمُرُّونَ بِي كَمَا يَمُرُّ البَرْقُ
وَقَد طَالَ بِيَ العَهْد
لَكَمْ أَسْعَدُ حِينَ أَعْرِفُكُمْ بِاسْتِرَاقِ خُطَاكُمْ واستِرَاقِ حِوَارِكُمْ
لَكَمْ أَسْعَدُ حِينَ أَعْرِفُكُمْ بِآثارِكُمْ
تَعَالُوا.. لاَ تَفِرُّوا بِثَأرِكُمْ وعَارِكُمْ
أَسْمَعُهُمْ يَتَآمَرُون
أَرَاهُمْ يَدُسُّونَ الدَّسائِسَ أَكْدَاسا ويَنامُون
أَسْمَعُهُمْ أَرَاهُمْ.. يَعِيشُون فِي مَفَاصِلي
يَحْسُبونَ حِسَابَهُمْ
فِي قَلْبِي يُخَطِّطُونَ إِرْهَابَهُمْ
يَخْرُجُونَ إِلَيكُمْ بِالمَوْتِ والدَّمَارِ
مِنْ عُقْرِ دَارِكُمْ
أَيْنَ أقْدَامُ ثُوَّارِكُم تَدُوسُنِي وأُبَارِكُ وَقْعَ نِعَالِهَا؟
أَيْنَ ضَحِكَاتُ صِغَارِكُمْ تَزُورُنِي وأَبكِي مِنْ رَوْعَةِ وِصَالِها؟
تَعَالُوا مُوتُوا فِي تُرَابِكُم
هلْ يَفْنَى العُمْرُ وَأنَا في انْتِظَارِكمْ ؟
تَعَالُوا
علَى أَقْدَامِكُمْ.. علَى دِمَائِكُم
شَدِّدُوا علَيَّ .. حَاصِرُونِي
رَاحَتِي الكُبْرَى في بَأسِكُمْ وَحِصَارِكُمْ

أنا كِدْتُ أيأَسُ مِنْكُمْ
ِاسْمِي كِدْتُ أَنسَاه
بِصُخُورِ الجُولاَنِ يَمْحُونَ اسْمِي .. بِمَاءِ نَهْرِ الأُرْدُنّ وَمَاءِ النِّيل
وسَمُّونِي إِسْرَائِيل
كَتَبُوهُ عَلَى جُدُرَانِ العَالَمِ
سمُّونِي إسْرَائِيلَ.. وسَمُّونِي أرْضًا بِلاَ بَدِيل
تَعَالُوا
لَقَدْ سَمَّمُوا شُمُوسَكُمْ وأَقْمَارَكُمْ
وَحَجَّرُوا سَمَاءَكُمْ
وَحَجَرُوا المَاءَ على أشْجارِكُم وَأَزْهَارِكُم
وَرَمَوْا في البَحْرِ أَوكَارَ أَطيارِكُمْ
وَحَوَّلُوا هَوَاءَكُمْ بَنْزِينَ وَسَكَاكِينَ
تَعَالُوا
تَكَاثَرَ جَرَادُهُمْ
يَكَادُ جَرَادُهُمْ يَأتِي على قُمُوحِكُمْ وَثِمَارِكُمْ
106 Total read