حياتي وآلام روحي الحزين
وأحلامي المرّة الذاويه
وموكب أيّامي الذاهبات
وأطياف أيّامي الآتيه
تجمّعن في باقة من عبير
ثوت خلفها روحي الفانيه
وأهديتها نغما حالما
إلى روحك الحرة الباقيه
حياتي ,يا شاعري ,كلها
حياة فتاة من الحالمين
إلهّية الروح لكنها
على الأرض حفنة ماء وطين
تعذّبها صرخات الأسى
وترعشها صدمات السنين
ولولاك ما وجدت في الثرى
عزاء,ولم يحتذ بها الحنين
أناشيدك الخالدات العذاب
نشيدي وأغنيتي الهاتفه
فكم ليلة من ليالي الشتاء
دفعت بها ضجّة العاصفة
وأسمعتها النار في موقدي
وغّنيتها الظلّة الوارفه
وأيقظت في ظلّها فتنتي
ونار عواطفي الجارفه
وكم في ليالي الخريف الكئيب
وقفت أحدّق عند النهر
أصيخ إلى صوت قمريّة
سجت فوق بعض غصون الشجر
أفتش في صوتها عن شجاك
وشكواك بين الأسى والفكر
واسألها عن شباب ذوى
وظلّ صبا راقد في الحفر
أقول لها : صوّري من جديد
ظلام المساء الكئيب البعيد
وما كان من شاعري في دجاه
وآهاته وأساه المبيد
صفي حزنه عند رأس المريض
ووحشته والرجاء البديد
صفي ذلك الجسد الآدميّ
وما قال عند وداع الوجود
صفي شاعري كيف أمضى المساء
على قدمي ذلك المّيت
يصيخ إلى النغمات الحنون
ويطرق إطراقه المنصت
صفيه,كما أرعشته الحياة
أسى تحت سيف الردىالمصلت
على كفّه رأسه الشاعريّ
وحيدا إلى جانب الجثّة
وكيف تولّى المساء الحزين
على شعلة الشمعة الشاحبه؟
وهل صرخت في الظلام الرياح
كما صرخت نفسه الصاخبه؟
'هنالك حيث يموت الشباب
وتذوي أشعته الغاربه'
هنالك حيث الذهول الغريب
يودّع روح المنى الذاهبه
وتمضي الليالي إلى قبرها
وتمشي الحياة مع الموكب
أسير أنا في شعاب الوجود
أفتّش عن حلمي المتعب
تخادعني كل قمريّة
وتعبث كا الأغاريد بي
وما زال طيفك طيّ الخفاء
تحجّبه ظلمة المغرب