لنلتق , فالريح تعصف والمنحنى لا يعي
وغمغة الهاجس المتهدّد في سمعي
وهذا الطريق الذي سلبته خطاي السكون
غريب مخيف المعابر يشبه لون المنون
أحسّ السراب
وراء الهضاب
وألمس في لونه مصرعي
وأنت بعيد وراء الظنون
لنلتق , .. إني أخاف المساء الغريق الضياء
أرى ماردا من أساي الممزّق يطوي الفضاء
ينقل أقدامه السود بين عيون السنا
ويطفئها , عدت أخشى أذاه على نجمنا
فعين الإله
غفت عن أذاه
وقد يستعير لهيب البكاء
ويغمده في ابتساماتنا
لنلتق..ما أطول الإنتظار على الخائفين
لنلتق , تحجبنا فكرة عن عيون السنين
هنالك ترصدنا نجمة من هوانا الرقيق
تمدّ يديها لترشدنا لمكان سحيق
وراء الجراح
ولسع الرّياح
بعيدا وراء كهوف الأنين
هنالك يبدأ كلّ طريق
هنالك تبتدىء الذكريات سجلا جديد
وتبدو حدود طريق يشقّ الفضاء المديد
إلى موضع في المدى المرتمي حجبته الظلال
وما كشفت عن خفاياه حتى عيون الخيال
سنعبر فيه
إلى ألف تيه
سدى يتحرّى الزمان البليد
خطانا فنحن وراء المحال
سنحيا معا في عوالم حافلة بالوعود
ونملك ليلا يبيع النّعاس وعطر الورود
سينبجس الماء حيث لمسنا أديم الثرى
ويرقص حول خطانا بأجنحة من شذى
سنمحو الزّمان
وننسى المكان
هناك ونقسم ألاّ نعود
إلى أمسنا المنطوي
سر بنا