إشهدي أيتّها الأشجار, أنّي
لن أرى ثانية تحت الظلال
ها أنا أمضي فلا تبكي لحزني
لا يعذّبك اكتآبي وابتهالي
خطواتي , في الدجى لا تحسبيها
إنها آخر ما أخطو هنا
إنها رجع أغان لن تعيها
سوف تذوي مثلما أذوي أنا
خطواتي , أيّ رجع محزن
آه لو أسمع الصوت الكئيبا
ليتني أفقد حسّي,ليتني
لم أشاهد ذلك الحلم الغريبا
أيّ حلم ذابل فوق الرمال
صغت فيه كل موسيقى حياتي
كلّ أحلام شبابي وخيالي
كلّ ما في خافقي من نغمات
ها أنا أرحل , يا أشجار,عنك
تحت عبء من شرودي وخشوعي
ليتني أجرؤ أن ألقي عليك
نظرة ثانية,دون دموع
لن تحسّي,في غد,وقع خطايا
فأنا ,يا أخوتي,لن أعودا
كلّ أحلامي وأضغاث رؤايا
عدن يأسا صارخا,عدن شرودا
سوف ألقي العود في الظلّ وأمضي
أيّ معنى,بعد,للعود الرقيق؟
سوف أحيا,يا سمائي,فوق أرضي
سوف أطوي النور في قلبي العميق
ووداعا, أنت يا حلم شبابي
أأنت يا من صغته خمس سنين
ها أنا أدفن,في الأرض,رغابي
وأواري أملي المرّ الحزين
الممرّات الجميلات ستبكي
فوق ذكراي ولكن لن أعودا
حسب روحي,أيّها الأشجار,منك
أنّ ذكرى رغباتي,لن تبيدا
وأنا ؟لا تجزعي,حسبك مني
إنّ ذكراك بقلبي سوف تحيا
كل جذر منك في أعماق فنّي
سوف يبقى شاعريا أبديّا
آه يا أشجار,لا,لا تذكريني
فأنا تمثال يأس بشريّ
ليس عندي غير آثار حنيني
وبقايا من شقائي الأبديّ
كنت يوما خافقا,بين الغيوم
أسكب الأحلام في عمق حياتي
تصعد اآىلآمال بي فوق النجوم
ويصوغ الشعر أحلى رغباتي
أيّها العود,وداعا من حياتي
هبط الليل وقد حان رحيلي
إمح ما قد كان,إمسح نغماتي
إنس أنغام شقائي وذهولي
لن تعي,في الغد,أنغام أسايا
وترانيم سروري وشقائي
فانسني,ها قد نأى رجع خطايا
ها أنا أغرق,في قلب المساء