البيتَ الذي تسكنهُ الآنَ
كهفٌ تفوحُ منهُ رائحة الثوم
ويكتسي هيكلكَ فيه بالكلسِ والوسخ
الريحُ آتيةٌ إليهِ وبها نَشرٌ لزجٌ بردائها البالي
والماءُ عطنٌ تغرفهُ يكثرُ فيه ما تحملهُ الرأس من فقاعات
هذا ما قلتَهُ ليَ أنتَ
وداري أنا لا تركنُ إليها القطا
وتموتُ فيها الروح
هكذا طُردنا
من الأماكن
من البيتِ الذي كان صفحةً من الوهجِ
وظلالاً بالأمهات
أُبعدنا معَ النهرِ في مجراه ُالعميق
ليعودَ مرةً أخرى
إلى الصخرة
مصلوباً لدى النبعِ بالوقوف
نرى الريحَ تُخنقُ في البئرِ
فلأتمسّ الشجرَ وقتَ الظهيرة
وحين أدارتها - أدارتِ الأشياءَ - يدُ الشيطان
جاءت بالرمالِ تَملأ أكُفّنا
- نحنُ الملائكةَ الممنوعينَ -
نَحجِبُ النورَ عنا
تسقطُ وجوهنا
مثلومةً بالزمن
عتيقةً بوشمِ الأماكنْ
وقد أُقصينا عنها
مَرّة
وإلى
الأبد