هو الذي ينام كلّ وقتهِ
ذئبٌ ينامُ بين الذئاب
يتأملُ لحظةً في منتصف الليل
هناكَ قناعهُ المعلّقُ
َينزّ خيط دمٍ في صحرائهِ
ومنذ بدء الريحِ يأتي إليهِ هذا العواء
طالعاً من الروحِ
ُترددهُ الأيام
وماذا فعلت به الأيام
بلاده تحتَ جفنيهِ وهمُ قارةٍ عتيقةٍ
فيغمضُ عينيهِ:
أراضٍ يصلُ إليها الدمُ, بركة منهُ, والأثرُ على الجليد
هذا الثلجُ , فوقَ الكراسي, قرب النافذة
يدخلُ منها قمرٌ محمرٌ
ونداءُ بنات آوى
يجوبُ في أحراش رأسهِ التالفة
ليمدّ الرأسَ بين قناعٍ وقناع
وينام
يرى التحولات
في الشخوصِ والأشياء
تدخلُ المشهدَ ثمّ تغادر
بأيديها نذورٌ
وشموعٌ للمياه
تُضيءُ الزمنَ الذي مضى
الزمن الذي هو الآن
تموجات من التذكّرِ
في الجبالِ تجوبُ الضواري
والقرى في صخورها مختبئة
تَفُزّ القطا ويدوسُ بيضها الصّياد
بين لحظةِ النومِ والنوم
يستحضرُ الأهلَ - مراياً
أناسٌ يتبادلونَ خبزَ الحياة
أناسٌ يشترونَ وقودَ الروحِ
بفخاخٍ منصوبةٍ للروح،
قصَابونَ يشحذونَ السكاكين
وفي سريرهِ أطيافُ حملانٍ يتطهرون
هكذا
تقامُ طقوسٌ
فتُقرعُ طبولٌ
للمغفرة
لأناسٍ يرتدونَ الأقنعة
فيأتي إليهم عواءُ الذئاب
هو الزمنُ قديمٌ
زمنٌ جديدٌ يقلِّبهُ
يستدعي له الذئابَ
يعوي في منتصفِ الليلِ لقارتهِ المغطاة بالجليد
قناعهُ في النهارِ وسامٌ معلّقٌ
وفي حروبِ الليلِ ,بين غفوةٍ وغفوة,
يغرز مخالبهُ في قلوبِ الملائكة
ليشمّ رائحةَ الدمِ
في يديه