مؤيد الراوي

1939 / كركوك

عودة - P

فجأةً ، توقظني طرقةٌ
ربما أسقطها الصحو على نسيجِ نوميَ الضحل
لتكشفَ ليَ، أو لتحجبَ عنّي الحكمةَ
حكمتي في تكاثرِ الحلم
طوافي به يستمرُّ أعواماً
فأبصرُ فيهِ توأمي يجولُ في البراري ،يَحملُ اسمي
يحملني ، واضعاً يدهُ - يدي - على كتفِ الضباعِ
متحدثاً مع الأسودِ والدببة
مغتسلاً بعيون المياه
يَغسلني ويُعطّرني بأعشابٍ برّية
في سمائيَ القريبةِ أصواتٌ تدقُ
على صفيحةٍ من رصاص
تحجبُ عني منافذَ الحلمِ، والغسقُ في حضني يَتَسَمّم
ومن فضائي تغادرُ حكمةُ القضاء
عندما يغلقُ الليلُ عطاياهُ بأقفالٍ محكمة
لا تردني إلى النومِ أعشابُ الجبال
فأجد توأمي، مطعوناً قربي في السرير
جثّةً يقلّبها الموتُ، فتتهمني بالجريمة
وجوهٌ أعرفها ، تتبعني ضاحكةً
إلى أقاصي المستحيل
هذا الليلُ المكبّلُ يُسقطني في كهوفهِ
فينأى النهارُ عني
مُبعداً متاعي وما تكاثرَ فيّ من أحلام
. كيفَ أستدلُّ إذاً على الطرقِ
نازلاً صاعداً ، قارئاً أسماءَ المدن؟
ومن أيّ حدودٍ سأعبرُ
لأحملَ معي الفتى
الذي ماتَ في سريري
وفي صدرهِ
أوهامٌ
ورصاص؟
126 Total read