كل شيء مات إلا الرهبة المختبئة
أنا أعرف كيف تضيق الأقبية الرطبة
كيف يضيق الصدر
وكيف يضيق الشارع
كيف يضيق الوطن الواسع
كيف إضطرتني الأيام
لأن أهرب من وجه عدوي والضيف
لكني
حتى لو صارت علب الكبريت بيوتاً
لو ينخفض السقف
ويضحى تحت العتبة
لو ضم الرصيف لرصيف
صار الشارع أضيق من حد السيف.
… كان يحلم ثم عصا
ظل في حلمه مفرداً …كالعصا
ناشفاً كالحصى
عارياً كالحصى
غير إني قادم
رغم حصار الأوبة
سوف آتيك بخوفي
وأنا أعبر هذه المقبرة
سُمم العمر، ارتمت أوراقه
صودر في حلقي النداء
منعوا عني الهواء
غير أني لم أزل أحمل في الصدر رئة
لو جار الأهل، تخلى الصحب
وهاجر حبي كسنونوة
لو هجم السيل
لو انهدمت في حارتنا الجدران
سأظل وحيداً في الحلبة
سأظل كآخر قنديلٍ
بفتيل لا يتعبه الريح
مرتعشاً في العتمة
حتى تطفئني الريح