ألا يا موتُ ويحكَ لم تُراعِ
حقوقًا للطُّروس ولا اليراعِ
تركتَ الكُتْبَ باكيةً بكاءً
يُشيبُ الطفلَ في مهد الرضاع
ولم تَهَبِ الفضائلَ والمعالي
وطولَ السعي في خير المساعي
ولم يمنعْكَ مما رُمتَ نثرٌ
ولا شِعرٌ ولا حُسنُ ابتداع
نراكَ تجود بالأرزاء حتى
عدَدْنا البخلَ من كرم الطباع
فذُبْ يا قلبُ لا تكُ في جمودٍ
وزِدْ يا دمعُ لا تكُ في امتناع
ولا تبخلْ عليَّ وكن جموحًا
فكنزُ العلم أمسى في ضياع
سنبقى بعد «عائشةٍ» حيارَى
كسِرْبٍ في الفلاة بغير راعي
هي الدُّرُّ المصونُ ببطن أرضٍ
وقد كانتْ كذلك في قناع
هي البحرُ الخِضمُّ وما سمعنا
بأن البحر يُدفن في التِّلاع
وكانت للمكارم خيرَ عونٍ
وللخَيْرات كانتْ خيرَ داعي
لها القِدْحُ المعلَّى في العوالي
وفي نشر المعارف طولُ باع
ويا خيرَ النساء بلا خلافٍ
وقُدوتَنا بلا أدنى نزاع
لقد أحييْتِ ذكرَ نساءِ مصرٍ
وجدَّدتِ العلا بعد انقطاع
وشدتِ صروحَ طهرٍ باذخاتٍ
محصنةٍ كتحصين القلاع
بني «تيمورَ» خطبكمو جليلٌ
له وجه الفضيلة في امتقاع
وصبركمو أجلُّ، ومن سواكم
من الأقوام أولى باتّباع