إلى فدوى طوقان
نحن في حلّ من التذكار
فالكرمل فينا
و على أهدابنا عشب الجليل
لا تقولي: ليتنا نركض كالنهر إليها
لا تقولي
نحن في لحم بلادي.. و هي فينا
لم نكن قبل حزيران كأفراح الحمام
ولذا، لم يتفتّت حبنا بين السلاسل
نحن يا أختاه، من عشرين عام
نحن لا نكتب أشعارا
و لكنا نقاتل
ذلك الظل الذي يسقط في عينيك
شيطان إله
جاء من شهر حزيران
لكي يصبغ بالشمس الجباه
إنه لون شهيد
إنه طعم صلاة
إنه يقتل أو يحيي
و في الحالين!آه
أوّل الليل على عينيك ،كان
في فؤادي، قطرة قطرة من آخر الليل الطويل
و الذي يجمعنا، الساعة، في هذا المكان
شارع العودة
من عصر الذبول
صوتك الليلة
سكين وجرح و ضماد
و نعاس جاء من صمت الضحايا
أين أهلي؟
خرجوا من خيمة المنفى، و عادوا
مرة أخرى سبايا
كلمات الحب لم تصدأ،و لكن الحبيب
واقع في الأسر_ يا حبي الذي حملني
شرفات خلعتها الريح
أعتاب بيوت
وذنوب.
لم يسع قلبي سوى عينيك
في يوم من الأيام
و الآن اغتنى بالوطن
و عرفنا ما الذي يجعل صوت القبّرة
خنجرا يلمع في وجه الغزاة
و عرفنا ما الذي يجعل صمت المقبرة
مهرجانا.. و بساتين حياة
عندما كنت تغنين رأيت الشرفات
تهجر الجدران
و الساحة تمتد إلى خصر الجبل
لم نكن نسمع موسيقى
و لا نبصر لون الكلمات
كان في الغرفة مليون بطل
في دمي من وجهه صيف
و نبض مستعار
عدت خجلان إلى البيت
فقد خر على جرحي شهيدا
كان مأوى ليلة الميلاد
كان الانتظار
و أنا أقطف من ذكراه عيدا
الندى و النار عيناه
إذا ارددت اقترابا منه غنى
و تبخرت على ساعده لحظة صمت و صلاة
آه سميه كما شئت شهيدا
غادر الكوخ فتى
ثم أتى لما أتى
وجه إله
هذه الأرض التي تمتص جلد الشهداء
تعد الصيف بقمح و كواكب
فاعبديها
نحن في أحشائها ملح و ماء
و على أحضانها جرح يحارب
دمعتي في الحلق يا أخت
و في عيّني نار
و تحررت من الشكوى على باب الخليفة
كل من ماتوا
و من سوف يموتون على باب النهار
عانقوني، صنعوا مني.. قذيفة
منزل الأحباب مهجور
و يافا ترجمت حتى النخاع
و التي تبحث عني
لم تجد مني سوى جبهتها
أتركي لي كل هذا الموت، يا أخت
أتركي هذا الضياع
فأنا أضفره نجما على نكبتها
آه يا جرحي المكابر
وطني ليس حقيبه
و أنا لست مسافر
إنني العاشق ،و الأرض حبيبه
و إذا استرسلت في الذكرى
نما في جبهتي عشب الندم
و تحسرت على شيء بعيد
و إذا استسلمت للشوق
تبنيت أساطير العبيد
و أنا آثرت أن أجعل من صوتي حصاه
و من الصخر نغم
جبهتي لا تحمل الظل
و ظلي لا أراه
و أنا أبصق في الجرح الذي
لا يشعل الليل جباه
خبئي الدمعه للعيد
فلن نبكي سوى من فرح
و لنسم الموت في الساحة
عرسا.. و حياه
و ترعرعت على الجرح، و ما قلت لأمي
ما الذي يجعلها في الليل خيمه
أنا ما ضيّعت ينبوعي و عنواني و اسمي
و لذا أبصرت في أسمالها
مليون نجمه
رايتي سوداء
و الميناء تابوت
و ظهري قنطرة
يا خريف العالم المنهار فينا
يا ربيع العالم المولود فينا
زهرتي حمراء
و الميناء مفتوح
و قلبي شجرة
لغتي صوت خرير الماء
في نهر الزوابع
و مرايا الشمس و الحنطة
في ساحة حرب
ربما أخطأت في التعبير أحيانا
و لكن كنت_ لا أخجل_ رائع
عندما استبدلت بالقاموس قلبي
كان لا بد من الأعداء
كي نعرف أنا توأمان
كان لا بد من الريح
لكي نسكن جذع السنديان
و لو أن السيد المصلوب لم يكبر على عرش الصليب
ظل طفلا ضائع الجرح.. جبان
لك عندي كلمه
لم أقلها بعد
فالظل على الشرفة يحتل القمر
و بلادي ملحمة
كنت فيها عازفا.. صرت وتر
عالم الآثار مشغول بتحليل الحجارة
إنه يبحث عن عينيه في ردم الأساطير
لكي يثبت أني
عابر في الدرب لا عينين لي
لا حرف في سفر الحضارة
و أنا أزرع أشجاري. على مهلي
و عن حبي أغني
غيمة الصيف التي.. يحملها ظهر الهزيمة
علّقت نسل السلاطين
على حبل السراب
و أنا المقتول و المولود في ليل الجريمة
ها أنا ازددت التصاقا.. بالتراب
آن لي أن أبدل اللفظة بالفعل و آن
لي أن أثبت حبي للثرى و القبرة
فالعصا تفترس القيثار في هذا الزمان
و أنا أصغر في المرآه
مذ لاحت ورائي شجره