لأجمل ضفة أمشي
فلا تحزن على قدمي
من الأشواك
إن خطايَ مثل الشمس
لا تقوى بدون دمي
لأجمل ضفة أمشي
فلا تحزن على قلبي
من القرصان..
إن فؤادي المعجون كالأرضِ
نسيم في يد الحبّ
و بارود على البغضِ
لأجمل ضفة أمشي
فإمّا يهتريء نعلي
أضع رمشي
نعم.. رمشي!
و لا أقفُ
و لا أهفو إلى نوم و أرتجف
لأن سرير من ناموا
بمنتصف الطريق
كخشبة النعشِ!
تعالوا يا رفاق القيد و الأحزان
كي نمشي
لأجمل ضفة نمشي
فلن نقهرْ
و لن نخسر
سوى النعشِ
إلى الأعلى
حناجرُنا
إلى الأعلى
محاجرنا
إلى الأعلى
أمانينا
إلى الأعلى
أغانينا
سنصنع من مشانقنا
و من صلبان حاصرنا و ماضينا
سلالم للغد الموعود
ثم نصيح يا رضوان
افتح بابك الموصود
سنطلقُ من حناجرنا
و من شكوى مراثينا
قصائد. كالنبيذ الحلو
تكرع في ملاهينا
و تنشد في الشوارع
في المصانع
في المحاجر
في المزارع
في نوادينا
سننصب من محاجرنا
مراصد ، تكشف الأبعد و الأعمق و الأروعْ
فلا نقشعْ
سوى الفجرِ
و لا نسمع
سوى النصرِ
فكل تمرد في الأرضْ
يزلزلنا
و كل جميلة في الأرض
تقبّلُنا
و كل حديقة في الأرض
نأكل حبه منها
و كل قصيدة في الأرض
إذا رقصت نحاصرها
و كل يتيمة في الأرض
إذا نادت نناصرها
سنخرج من معسكرنا
و منفانا
سنخرج من مخابينا
و يشتمنا أعادينا :
'هلا.. همج همُ.. عرب '
نعم !عربُ
و لا نخجلْ
و نعرف كيف نمسك قبضة المنجل
و كيف يقاوم الأعزل
و نعرف كيف نبني المصنع العصريِّ
و المنزل..
و مستشفى
و مدرسة
و قنبلة
و صاروخاً
و موسيقى
و نكتب أجمل الأشعار..
و ماذا بعد؟
سمعنا صوتك المدهون بالفسفور
سمعناه.. سمعناهُ
فكيف ستجعل الكلماتُ
أكواخ الدجى.. بلّور
و دربك كله ديجور
و شعبك..
دمعة تبكي زمان النور
و أرضك..
نقش سجادة
على الطرقات مرميِّه
و أنت.. بدون زوّاده
و ماذا بعد؟ و ماذا بعد؟
جميل صوتك المحمول بالريح الشماليّة
و لكنا سئمناهُ
صوت :
ذليلٌ أنت كالإسفلتْ
ذليل أنت
يا من يحتمي بستارة الضجرِ
غبيّ أنت.. كالقمرِ
و مصلوب على حجرِ
فدعني أكمل الإنشاد
دعني أحمل الريح الشماليّة
و دعني أحبس الأعصار في كمي
و دعني أخزن الديناميت في دمي
ذليل أنت كالإسفلت
و كالقمر
غبيّ أنت
نشيد بنات طروادة
وداعاً يا ليالي الطهر
يا أسوار طروادة
خرجنا من مخابينا
إلى أعراس غازينا
لنرقص فوق موت رجال طروادة
سبايا نحن، نعطيهم بكارتنا
و ما شاؤُوا
لأنهم أشداءُ
و نرقد في مضاجع قاتلي أبطال طروادة
وداعاً يا ليالي الطهر و الأحلام
يا ذكرى أحبتنا
سبايا نحن منذ اليوم
من آثار طرواده
تعليق على النشيد
بلى، أصغيتُ للنغمِ
فلا تخضع لجناز الردى
قيثارك المشدود..
من قاع المحيط لجبهة القممِ
لئلا تجهض الأزهار و الكبريت
فوق فمِ
سيزهر مرة طلعاً و قنديلاً
و شعرا يصهر الفولاذ..
يرصف شارع النغمِ
لئلاّ تحقن الأجساد
أفيوناً من الألمِ
نعم، أصغيت للنغمِ
و لكني، تحرَّيت السنا في الدمع
لا ديمونة الظلمِ
لنحرق ريشة الماضي
و نعرف لحننا الرائد
فمن عزمي
و من عزمك
و من لحمي
و من لحمك
نعِّبد شارع المستقبل الصاعد
صوت :
و ماذا بعد؟ ماذا بعدْ
و شعبك..
دمعة ترثي زمان المجد
و لحن القيد
يجنِّزنا
و يحفر للذين يقامون اللحد
مع المسيح
_ ألو
_أريد يسوع
_نعم! من أنت
_أنا أحكي من' إسرائيل'
و في قدمي مسامير.. و إكليل
من الأشواك أحمله
فأي سبيل
أختار يا بن الله.. أي سبيل
أأكفر بالخلاص الحلو
أم أمشي؟
أم أمشي و أحتضرُ ؟
_أقول لكم أماما أيّها البشرُ
مع محمّد
_ألو..
_أريد محمّد !العربِ
_نعم! من أنت ؟
_سجين في بلادي
بلا أرض
بلا علم
بلا بيتِ
رموا أهلي إلى المنفى
و جاؤوا يشترون النار من صوتى
لأخرج من ظلام السجن..
ما أفعلْ ؟
_تحدّ السجن و السجّان
فإن حلاوة الإيمان
تذيب مرارة الحنظلْ
مع حبقوق
_ألو ..هالوا
أموجود هنا حبقوق؟
_نعم من أنت؟
_أنا يا سيدي عربي
و كانت لي يدٌ تزرع
تراباً سمَّدته يدا وعين أبي
و كانت لي خطى و عباءة
و عمامة ودفوف
وكانت لي..
_كفي يا ابني
على قلبي حكايتكم
على قلبي سكاكينُ
بقية النشيد
دعوني أُكمل الإنشاد
فإن هدية الأجداد للأحفاد:
'زرعنا.. فاحصدوا
و الصوت يأتينا سماداً
يغرق الصحراء بالمطرِ
و يُخصب عاقر الشحرِ
دعوني أكمل الإنشاد