محمود درويش

1941-2008 / الجليل / فلسطين

مطار أثينا - Poem b

مَطَارُ أَثِينَا يُوزِّعُنَا لِلْمَطارَات. قَالَ المُقَاتِلُ: أَيْنَ أُقَاتِلُ؟ صَاحَتْ بِهِ
حَامِلٌ: أَيْنَ أُهْدِيكَ طِفْلَكَ؟ قَالَ المُوَظَّفُ: أَيْنَ أُوظِّفُ مَالي؟ فَقَالَ
المُثَقِّفُ: مَالي وَمَالك؟ قَالَ رِجَالُ الجَمَارِك: مِنْ أَيْنَ جِئْتُم؟
أَجبْنَا: مِنَ البَحْرِ. قالُوا: إلى أَيْنَ تَمْضُون؟ قُلْنَا: إلى البَحْرِ. قالُوا: وأَيْنَ عَنَاوينُكُم؟
قَالَت امْرَأَةٌ مِنْ جَمَاعَتنا: بُقجَتي قَرْيتي. في مَطَارِ أَثِينَا انْتَظَرْنَا سِنينا. تَزَوَّج
شابُّ فَتَاةً وَلَمْ يَجدا غُرْفَةً لِلزَّوَاج السَّريع تَسَاءَلَ: أَيْنَ.أَفُضُّ بكارتَهَا؟
فَضَحِكْنَا وَقُلْنَا لَهُ: يَا فَتىً, لامَكَان لهَذَا السُّؤال. وَقَال المُحلِّل فينَا
يَمُوتُون من أَجْلِ ألا يَمُوتُوا. يَمُوتُونَ سَهْواً. وقال الأَديِبُ: مُخَيَّمُنَا سَاقِطُ
لاَمحَالَة. مَاذَا يُريدُون مِنَّا؟ وَكَانَ مَطَارُ أَثينَا يُغَيِّرُ سُكَّانَهُ كُلَّ يَوْمٍ
وَنَحْنُ بَقَيْنَا مَقَاعِد فَوْقَ المَقَاعد نَنْتَظرُ البَحْرَ, كَمْ سنةً يَا مَطَارَ أَثِينَا
170 Total read