محمود درويش

1941-2008 / الجليل / فلسطين

قصيدة الرمل - Poem by

إنّه الرمل
مساحات من الأفكار و المرأة
فلنذهب مع الإيقاع حتى حتفنا
في البدء كان الشجر العالي نساء
كان ماء صاعدا . كان لغه
هل تموت الأرض كالإنسان
هل يحملها الطائر شكلا للفراغ ؟
البدايات أنا
و النهايات أنا
و الرمل شكل و احتمال
برتقال يتناسى شهوتي الأولى
أرى في ما أرى النسيان ، قد يفترس الأزهار و الدهشة
و الرمل هو الرمل . أرى عصرا من الرمل يغطينا
و يرمينا من الأيام
ضاعت فكرتي و امرأتي ضاعت
و ضاع الرمل في الرمل
البدايات أنا
و النهايات أنا
و الرمل جسم الشجر الآتي
غيوم تشبه البلدان
لون واحد للبحر و النوم
و للعشاق وجه واحد
... و سنعتاد على القرآن في تفسير ما يجري
سنرمي ألف نهر في مجاري الماء
و الماضي هو الماضي ، سيأتي في انتخابات المرايا
سيّد الأيّام
و النخلة أمّ اللّغة الفصحى
أرى ، في ما أرى ، مملكة الرمل على الرمل
و لن يبتسم القتلى لأعياد الطبول
ووداعا ... للمسافات
وداعا ... للمساحات
وداعا للمغنّين الذين استبدوا 'القانون' بالقانون كي
يلتحموا بالرمل
مرحى للمصابين برؤياي ، و مرحى للسيول
البدايات أنا
و النهايات أنا
أمشي إلى حائط إعدامي كعصفور غبيّ
و أظنّ السهم ضلعي
و دمي أغنية الرمّان . أمشي
و أغيب الآن في عاصفة الرمل
سيأتي الرمل رمليا
و تأتين إلى الشاعر في الليل ، فلا
تجدين الباب و الأزرق
ضاعت لفظتي و امرأتي ضاعت
سيأتي .. سوف يأتي عاشقان
يأخذان الزنبق الهارب من أيّامنا
و يقولان أمام النهر
كم كان قصيرا زمن الرمل
و لا يفترقان
و البدايات أنا
و النهايات أنا
96 Total read