ثَمَر على وشك السقوط عن الشجرْ
تلك النهايةُ و البدايةُ أو كلامٌ للسفرْ
في آخر السردابِ ينكسر الفضاءُ و يتَّسعْ
لا نستطيع البحثِ عن شيء و عن قولٍ يُحَرِّر حائطاً
فينا . وتنفتح الشوارعُ كي نَمُرّ
ظلاَّن ينفصلانِ عنَّا, ثم ينتشرانِ ليلا لا يُحَسُّ ولا يُرى
مَنْ يستطيعُ الحب بعدك ؟ من سيشفى من جراح الملح
بعدَكَ ؟ في زواج البحرِ و الليلِ استدار القلبُ نحوك
لم يجدنا ,لم يجد حَجَلاً تَزَيَّا بالحجرْ
في آخر السرداب نبلغ حكمة القتلى, نساوي
بين حاضرنا و ماضينا لننجو من كوابيس الغدِ
أيَّامنا شَجَرٌ . وكم قمرٍ أرادَكِ زوجةً للبحر
كم ريحٍ أرادت أن تهبَّ لتأخذيني من يدي
أيامنا ورقٌ على وشكِ السقوط مع المطرْ
لم تبقَ للموت سوى الحجيج الأخيرةِ.لا مكانَ لنا هنا
لنطيلَ جلستنا أمام البحرِ.فلنفتح طريقاً للزهورْ
ولأرجُل الأطفالِ كي يتعلموا المشي السريع إلى القبورْ
كبرت تجاربنا و ضاق كلامُنا
فلننطفئْ
ولنختبئْ
في سيرةِ الأسلاف و السفرِ المؤدِّي للسفرْ
في آخر السرداب يسقطُ من يدينا كُلُّ شيءْ
لا تستطيع روائحُ اللوز استعادتَنا ولا دروبُ الشام
في آخر الأشياء نطلبُ كُلَّ شيء يمنع الثمرَ الأخيرَ من السقوطْ
لكننا نمضي إلى حتفِ الفواكهِ في مكابرة المحبِّين الجُدُدْ
لا تذكريني عندما ينمو ينمو جنينك . لا تطأ حلمي ولا تسمع منامي
لا تغضبي مني ولا تغضبْ من الذكرى ومن صدأٍ على ريش
الحمامِ
في آخر الأشياء ندرك كم سيذبحنا وينكرنا القمرْ
فى آخر الأشياء ينكسر الكلامُ على أصابعنا ونُخفي
ما اختفى منّا ولمْ نعلمْ . ونرحمُ وردةَ البيتِ الأخيرهْ
إن جئتِ أُغنيتي ولم تجدي حذاءَك فاعلمي أني كذبتُ على المدى.
إن جئتِ أُغنيتي ولم تجدي صراخك فاعلمي أني كذبتُ على الصدى
إن جئتِ أُغنيتي ولم تجدي نهايتها أحبِّيني قليلاً كي تحبيِّني سدى
إن جئتِ أُغنيتي ولم تجدي بدايتها أعيدي زهرةَ البيت الأخيرة للندى.
في آخر الأشياء نعلم أننا كنا نحبُّ لكي نحبّ...وننكسرْ.
...ولو استطعتُ ملكتُ عُمرَكِ ساعةً ودقيقةً منذ الولادهْ
حتى محاولة انتحاري حول خَصْرِكْ
وسرقت نعناع الطفولة من خُطاكِ وشرق شَعْرِكْ
ولو استطعتُ قتلت من رسموا فراشة ركبتيكِ
وشاهدوا الحجلَ المراوعَ فوق صدرِكْ.
ولو استطعت لكنتُ عبداً . أو إلهاً في مَمَرِّكْ
وأعدتُ تكوين الخليقة كي أكون الموجة الأولى لبحرِكْ
والصرَّخةَ الأولى لبرِّكْ
ولو استطعتُ لكنتُ أُدْرِكُ أننا
ثَمَرٌ على وشكِ السقوطِ عن الشجرْ